بعد غياب

846 88 6
                                    

رينا ديسمبر ٢٠٢٠
مر أسبوع من السلام لم أتوقع أني سأعيشه مجددا، بدون أي أحداث خارقة وخطرة ولا أي دماء أو خطف... مما بعث لي بفكرة مرحة، على مارك أن يجرب هذا أيضا.
لكزتني كارين:"بماذا أنتِ شاردة؟"

"أريد فعل شيء ما، لكنني لا أدري كيف، على أي حال، سأنزل لحمام الملعب انتظري بعد الوقت وخذي إذنا أيضا لنجلس سويا في الأسفل قليلا". أنهيت أطلب الأذن من المعلمة التي لم أسمع أي من شرحها منذ بدأت.

كان المكان خال وهادئ بشدة سوى من صوت الرياح القوية.
أخذت برمي عدة غرفات من الماء على وجهي وحين فتحت عيناي أنظر للمرآة وجدت إنعكاس شخص يقف خلفي، شهقت أستدير بسرعة محاولة الإبتعاد لكنه وضع كلتا يداه على المغسلة ليحيطني من الجهتين:"مرحبا يا صغيرة". 

خفق قلبي وسألت بنبرة غاضبة:"ما الذي تفعله هنا؟"

هو لم يعد يداوم بالمدرسة منذ أن عرفت حقيقته، ربما انتهت غايته منها.
"كما أذكر، إنها مدرستي أيضا، أم أن القائدة لم تعد تقبل بوجودي؟" علت شفاهه ابتسامة جانبية.

زفرت بنفاذ صبر:"ما الذي تريده أيها الفاسق".

"لقد جرحت فؤادي وقد أغضب احذري". فرقع أصابعه كمن تذكر شيء:"على سيرة الغضب، يزعجني بشدة محاولة أحدهم إفساد خططي وقد أفقد السيطرة وأقوم بأفعال لا تعجبك، اعلمي هذا".

ضحكت بصوت عالٍ:"وهل أتوقع منك شيء جيد مثلا؟ إنك تعطي نفسك قيمة كبيرة فما أنت سوى شره فقد العد وهو يحسب عدد الأشخاص الذين قتلهم ليتغذى فقط".

قهقه بسخرية:"لا أفهم لم يغضبك هذا حقا، أتريدين أن أشفق عليكم مثلا وأنتم تترجوني لأعفي عن حياتكم الرخيصة؟ في هذه الحال سأسلك، هل اشفقتي يوما على دجاجة أو بقرة وأنتِ تأكلينها؟ ألم تسألي نفسك وأنت تمضغي لحمها أنها ربما تمتلك أطفالا؟ بالطبع لا لأنها مجرد طعام، الأمر سيان فأنتم مثلها، لكنكم طعام خبيث وكريه".

نبست بصدمة أكاد لا أصدق ما أسمعه:"إنك مجنون كليا".

قلص المسافة بيننا يرمقني بنظرات غريبة :"توخي غضب هذا المجنون إذا".

حقا من هو حتى يهددني، أريد كسر هذا الغرور الذي يتباهى به. هذا ما فكرت به حين ابتسمت:"لا، لن أفعل، بل سأحرص على فعل أي شيء إذا كان يغضبك وأرني ماذا ستفعل، فحيلك الرديئة أصبحت مكشوفة". أبعدته عني بأصبعي السبابة، عقد حاجبيه بغضب لكنه تراجع :"حقا؟ سنرى".
لم أفهم شيء حيث وقف مكانه ينظر لجهة ما، ثوان وظهرت منها كارين ليسأل باستهزاء:"ألم تخبري كارين بعد عنا؟ إنكم أصدقاء لا تخفون شيء عن بعض".

صرخت أركض نحوه:"ميرفي، إياك!"

لكنه نادى:"كارين، أتريدين أن تعلمي شيء مثيرا للاهتمام".

نقلت نظرها بيننا بتشوش فطلبتُ منها أن ترحل بسرعة، لكنها لم تتحرك وأخذت تسألني عن ما يحدث، صرخت بجدية وغضب:"كارين، عودي للفصل الآن!"
سمعت كلامي أخيرا بينما أمسكتُ ياقة قميص ميرفي أدفعه:"أحذرك، إياك والإقتراب منها، أنتَ لم ترى من الغضب شيء بعد، لذا ابقى بعيدا عنها".

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن