"تعالي معي، سأريك". قال ميرفي متحركا نحو السيارة وذهبت معه باستسلام فبعد كل ما سمعته الآن أنا بحاجة لأي تفسير يجعل عقلي يعمل.
وصلنا لمكان أشبه بتلة يحيطنا الكثير من الشجر، ترجلنا هناك وأحضر منظارا من صندوق السيارة.
نظر منه وهو يبحث عن شيء ما ثم ركز على مكان معين، أعطاني إياه ودلني أين أنظر.
فعلت ذلك لأرى ماركوس يقف ومعه عدة حراس إثنان منهم يمسكون رجلا ويثبتوه أرضا."أتعلمين ماذا يفعلون؟ يقتلونه، وما هو جرمه؟ أصبح يعلم بوجود مصاصي دماء". حكى ميرفي من جانبي ورأيت ماركوس يقترب منه وبيده سلاح.
"افعل شيء ما". صرخت بميرفي ليوقفهم لكنه حرك رأسه للجانبين: "الآن لا أستطيع، لكن إذا ساعدتنا ونجحنا سنستطيع إيقافهم عن فعل ذلك كل يوم".
ارتجفت يداي وأنا أرى دماء الرجل تتناثر بعدها يضرب جسده بالأرض إثر إطلاق ماركوس عليه.
ذلك المتوحش!
يقتله فقط لأنه علم سرهم!"أنت متفاجئة حقا! إذا ما هو قرارك؟" سأل ميرفي ببرود كأنه لم يشهد قتل إنسان الآن.
رمقته بسخط واستدرت أبتعد لكنه أمسك يدي يوقفني:"أنت تكرهينا لأنا نتغذى على دماء البشر لكنك لا تكرهي مارك وهو تغذى على دمائك".نظرت له بصدمة، أنه لا يمزح، كيف يعلم كل تلك التفاصيل.
سحبت يدي منه بحدة: "ابتعد عن طريقي، لقد سئمت منكم".يبقى الأكثر رعبا في هذا العالم أنك لا تعرف مقدار قذارة الشخص الذي تتعامل معه...
تمنيت دائما حياة مليئة بالأحداث كي أشعر بقيمتي وقيمة اللحظات التي أمضيها ولكن ليس هذا، أنا الآن لا أشعر بقيمتي ولا قيمة أي أحد من حولي، لم أعد أثق بحقيقة أحد، ربما سأنظر إلى الليل وأظن الشمس متنكرة.
توقفت عن السير فجأة حين استوعبت أنني لا أعرف الطريق، لقد أتيت في السيارة مع ميرفي ولم أحفظ الطريق...!
هذا ما ينقصني...
نظرت حولي، لا أرى غير شجر من الجهتين، لا يمر سيارات حتى، من الجيد أن هاتفي معي.
قليلا وتوقفت سيارة بمحاذاتي وسمعت أحد ينادي باسمي.
"مارك!" قلت بتعجب."هل حدث خطب ما؟ أنت منزعجة". سأل بهدوء يفتح باب السيارة لي لأدخل.
ركبت: "نعم، لم تخبرني سابقا أن جدك يقتل البشر لمجرد معرفتهم بسركم".
بدى عليه الإنزعاج: "لقد أخبرتك عدة مرات بأننا لسنا جيدين، لم تصدقي ذلك إلا حين سمعته من غرباء".
ماذا؟ كيف فهم الأمر بهذه الطريقة.
"ليس هكذا، لقد أخبرتني أنه ليس جيدا لكن لم تقل أنه يقتل هكذا ببساطة، لم أتوقع شيء بهذا السوء". دافعت عن نفسي."إذا لم برأيك أخفيتك عنه فورا حين علمت حقيقتنا، هل سيضربك على يدك مثلا". سخر وانتبهت للتو للأمر، مارك أوضح لي الأمر من البداية لكنني كنت المغفلة.
ببساطة لم أعرف أن عدد من البشر يقتل بشكل يومي بسبب هذا، ظننت أنه ما من أحد يعلم أصلا.
استرسل بفضول: "لكن ما الذي حصل فجأة الآن حتى أدركت الأمر".
أنت تقرأ
BLODREINA | بلودرينا
Fantasiماذا لو اكتشفت أنك لا تدرك شيء عن العالم الذي تعيش فيه؟ وعن البشر المحيطين بك؟ أخبرني ماذا تفعل لأنني ضائعة... "أعلم أنك بائس، مستسلم وأسير سرابٍ من ماضيك، لكني بالرغم من كل هذا أجدك ورقة حياتي الرابحة الوحيدة..." بدأت: 9/5/2020 إنتهت: 31/12/2021 #...