لحظة عجز

1K 103 6
                                    


توغلنا أكثر في الغابة، وكان ما وصلنا له مكان شبه خالٍ، به منزل فقط تحيطه أرض لا تحمل إلا الجماد، لكن كان يحرسه عدة من رجال ماركوس، هذا غير الجيش الذي أحضره معه، أتساءل لم هو يستعد هكذا؟ لم أحضر هذا العدد الكبير من الحراس؟ بالطبع ليس خائفا من بشري.
أشار مارك للبيت الصغير:"هناك بشري داخله".
هززت رأسي بفهم، لقد التقط رائحته.

فتح الحرس باب المنزل لندخل يتقدمنا ماركوس، كان رجلا يبدو بأواخر الثلاثين من عمره، غير مقيد أو شيء من هذا القبيل، طبعا فهو لن يلحق التفكير بأمر الهروب حتى وحوله مصاصي دماء، ببساطة يكشفون تحركاته بسبب رائحته.
جلس الجد بارتياح:"أريد منكما أن تفعلا أي شيء لاسكات هذا الرجل، لكي ينسى معلوماته عن مصاصي الدماء أو لا يستطيع التكلم عنا نهائيا، أن يكون غير قادر على إفشاء سرنا، هذا ما أريده، ولكم حرية إختيار الطريقة، سأرى ما بإمكانكم فعله".

ابتلعت ريقي بارتباك وميزت ذلك على مارك أيضا رغم بروده الذي يحاول تصنعه، حاولت إبقاء نفسي قوية وفكرت بأي شيء أفعله.
اقتربت من الرجل ببطئ:"مرحبا، أيمكنني أن أعرف كيف إنتهى المطاف بك مقحما بهذه المشكلة".
بدا الرعب عليه، إذ أنه كان يراقبنا بصمت وخوف منذ دخلنا، حثيته بأن لا بأس أن يحكي لي.

"ما زال الأمر ضبابيا لي، كنت في حانة أشرب وحيدا حين جلس شاب ما أمامي، تحدث بأشياء مختلفة وجاريته رغم استغرابي من تصرفه، كان كمن لديه معلومات عني، بعدها سألني إن كنت أصدق بوجود مصاصي دماء، ضحكت بسخرية عليه لكنه بقي يحدق بي بجمود، شعرت بالغرابة فقررت المغادرة، بمنتصف الطريق، في حي مظلم، ظهر أمامي مرة أخرى من العدم، ووضع أسنانه على رقبتي، كنت أتألم بشدة وعلى وشك فقد الوعي لكني أتذكر جيدا قوله لي عندما تركني 'هذا كي تتأكد من وجودنا، أنا أتركك حي لتخبر الآخرين أيضا عنا، لقد اكتشفتَ سرا حقيقيا' بعدها فقدت الوعي وحين استيقظت كنت محتجزا هنا". روى بخوف وتردد.

إني لا أكذب، لكنني حقا شعرت بهذا! شعرت أن هناك من يخبر البشر متقصدا عن هذا السر، إنه ميرفي بلا شك، لكي يزيد الطين بلة بين الشعب والعائلة الحاكمة والبشر، إنها من وسائله للضغط علينا.
تبادلت نظرات ذات معنى مع مارك، أعتقد أنه فكر بما أفكر به، نقلتها مرة أخرى للمسكين الذي كان ضحية مخططات لا يعلم عنها شيء:"حسنا، إذا ترركناك حرا، هل تعد بأن لا تخبر أي شخص أيّ كان بما تعرف؟ إذا أخبرت أحدا ستموت أنتَ وهو لذلك هل ستلتزم الصمت طيلة حياتك؟"

اندفع مجيبا:"بالطبع، لن أخبر أحدا أبدا، أرجوكم دعوني أذهب، أنا أب، لدي طفلة صغيرة لن أتسبب بأي مشاكل أعد بهذا".

تدخل ماركوس الذي كان يتابع بصمت:"أتسمين هذا طريقة مضمونة؟ وعد؟ لا نستطيع الثقة بشخص يشرب الكحول ويصبح مخمورا كل يوم، سيخبر أحدا بغير وعيه إذا لم يفعل وهو صاحي، أريد شيء ملموس".

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن