ركلة ولكمة

1.4K 126 9
                                    

رينا مارس 2008:

جلست بجانب أبي أشاركه مشاهدة الفيلم.
البطل يطلب من ذلك الشرير إعادة دفتره، ذلك الشرير يسخر منه إلى أن فقد البطل أعصابه وضربه واستعاد دفتره بسهولة.
ذلك الشرير يتألم بسبب الضرب، يستحق هذا...

قبّلني أبي مودعا حين وصلنا للمدرسة، لا أريد الدخول أكره هذا الممكان لكني لم أخبره بذلك.
ودّعته بهدوء ودخلت، وسرعان ما أتت تلك الشريرة تبدأ بالسخرية مني، إنها تشبه الذي في الفيلم أمس.
هل هذا يعني أني بطلة؟
نعم وسأتصرف كالأبطال.
تقدمت منها بغضب، أمسكت شعرها الطويل بين يداي أشده بقوة.
ماذا أفعل أيضا؟
نعم تذكرت، سددت لكمة لوجهها وركلتها.
علا صوتها باكيا واختفت ضحكات باقي الصف الساخرة.
تقدمتُ من صديقتها أسألها: "أتريدين أن أقوم بهذا لك أيضا؟"
عادت للخلف دون أن تقول شيء.
إنها طريقة فعالة حقا...
لكن سرعان ما اقتربت الناظرة تسأل بقلق: "ماذا يحدث؟"
زادت الشريرة من بكائها تخبرها أني ضربتها.
أخذتني الناظرة لغرفتها تؤنبني، لا أفهم لمَ يغضبون؟ إنها شريرة تستحق ما حصل لها.

إنتهى بي الأمر بحضور أبي أعدهم أني لن أكرر هذا.
كان وعدا كاذبا، لأنني منذ ذلك اليوم اعتمدت القوة. كنت أضرب الفتيات والأولاد، كل من يزعجني يتلقى عقابه.
لكمة وركلة حلت مشاكلي مع المشاغبين.

رينا نوفمبر 2020:

تمشيت مع أليكس وكارين في عودتنا من المدرسة، لا أرغب بركوب سيارة عائلة كارين اليوم.
ما زلت أشعر بالكآبة.
منذ قليل شعرت أن مارك ليس بخير، يصعب تفسير ما أحسست به، أعتقد أن هذا ما تحدث عنه مارك بأنه الرابط، أي يكن لقد أخبرني بطريقة ما بأنه مضطرب وحزين ربما، لم يخبرني بأنه يتألم لذلك لا أعتقد أنه بخطر...
"ما رأيكم أن نذهب لنأكل في الحديقة بدل المنزل؟" سأل أليكس الذي أعتقد أنه يحاول القيام بشيء يغير مزاجي.
أنا حقا ممتنة لوجودهم بحياتي.
تحمست كارين للفكرة، كما لن أدرس ميلينا اليوم لذا قررنا الذهاب.

"صاحب رأس البصلة ذاك، إنه يجعل كل خلية بجسدي غاضبة". تذمر أليكس حين أتينا بسيرة أستاذ الأحياء.

"إبنته في مدرستنا، إنها مغرورة لأنها ابنته على الرغم من كون جميع الطلاب يكرهونه، إنها حتى تمشي نفس مشيته". أردفت كارين تقف وتقلد مشيتهم.
ضحكت بقوة على شكلها خاصة حين رأيت أشخاص آخرين في الحديقة ينظرون لها بتعجب.
إلتفت للجهة الأخرى ألتقط أنفاسي فلمحته، يمشي مطأطأ الرأس، ارتطم ولد صغير به لكن يبدو أنه لم ينتبه للأمر، إنه حقا ليس بخير...
رفع رأسه فجأة لتلتقي أعيننا لكنه أشاح بنظره بسرعة و استدار يرحل.
ماذا به؟ أنا أعلم بأنه لا يتحدث معي أمام أليكس، لكنه يبدو غريبا، لم يكلم أليكس حتى...
حولت نظري للأخير لكنه كان يقضم شطيرته بطبيعية كأنه لم يلحظه.
بعد فترة افترقنا عن كارين وأكملت طريقي مع أليكس، علي الحديث مع والدة ميلينا بأمر مهم.

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن