BLODREINA | بلودرينا

نقطة البداية

رينا ديسمبر ٢٠٢٠
جلست بجانب مارك وأليكس حول تلك الطاولة الكبيرة، إختار مارك أن يكون اللقاء في قبو القصر القديم الذي أخبرني فيه ماركوس عن حقيقتي، استغربت إختياره، لكن اتضح أن ماركوس نادرا ما يأتي إلى هنا كما أنها آمنة اكثر حيث هو يعرف كل زاوية منها وبحال تعرضنا لهجوم من الأحرار ستكون لصالحنا.

دلف عدة أشخاص الغرفة واحدا تلو الآخر، ميزت بعضا منهم، الذين كانوا مع مارك في المرة السابقة حين احتجزني ميرفي وبالطبع كان جوش المعتوه موجود. 
أصبحت الساعة خامسة تحديدا حين استقام مارك ليغلق الباب، استفهمت:"أليس من الأفضل أن ننتظر دقائق أخرى بعد؟ ربما أحدهم في الطريق".

رفع حاجبيه ينفي:"ألا يفترض بالأشخاص المدعوين على إجتماع بالغ الأهية كهذا أن يلتزموا بالتوقيت على الأقل؟ هذا يعكس طريقة عملهم لاحقا".

رفعت يداي باستسلام:"أنت مارك الحاد مرة أخرى".
ابتسم بخفة لثانية قبل أن يستدير ويتكلم بصوت مسموع للجميع:"حسنا، يمكنني القول أن العدد أصبح كاملا، أتمنى أن تكونوا قد التزمتوا بالعليمات بأن يبقى هذا الإجتماع سري، البعض يعلم بالفعل لكن سأعرفكم مرة أخرى برينا، إنها القائدة". أنهى مشيرا لي وفهمت بنظرته أنه يودني أن أستلم زمام الحديث الآن.

وقفت محمحة، ولم أمنع نفسي من تمرير بعض نظرات التكبر لجوش.
"ربما تتساءلون ما الذي جمعكم أنتم بالتحديد هنا، الحقيقة أني طلبت من مارك إحضار أكثر الأشخاص الذين يثق بهم لهذا اللقاء، وكان الناتج أنتم". أخذت نفسا عميقا أرى تعابير الجميع بسرعة، رأيت تلك الابتسامة الواسعة على وجه أليكس، إنه سعيد منذ أن شاركناه بخطتنا حتى لو لم يخبرني مباشرة بهذا، من الواضح أنه يحترم مارك ومعجب به، وفرح الآن لأنه علم أنه موضع ثقته.
أكملت أحاول أن تكون نبرتي متزنة قدر الإمكان:"اليوم سنشارككم أفكارنا الجديدة لكن أولا أتمنى أن تصبروا قليلا حتى أخبركم عن الوضع الحالي لتكونوا على أتم المعرفة بأسباب كل قرار نأخذه، أولا الأحرار كالحال دائما، موجودون لمحاربة العائلة الحاكمة، لكن هذه المرة يستعملون طرق جديدة، لقد كان رئيسهم على علم بحقيقتي ومتخفي حولي لمدة عامين، يريد أن يكسب قسم من الشعب لصفه من خلالي لكي يحارب ماركوس حتى أنه كشف هويته لنا دون أن يهتم، هو يعلم بنقاط ضعفنا ويعلم أن مهاجمته الآن ليست لصالحنا كما أنه يستغل كون ماركوس يقتل كل بشري يعلم بسركم لذلك يذهب ويكشفه متعمدا، ربما يريد بهذه الطريقة أن يزيد الخناق حول رقبة العائلة الحاكمة من خلال جعل وضعه متزعزعا بين البشر لأنه إن بقي يقتل بهذه الطريقة فسيبدأ البشر بالملاحظة، عاجلا أو آجلا، من جهة أخرى، فإن تصرفات ماركوس الهمجية أمر لا يعجبنا أيضا ولا يعجبكم، أعلم هذا، لا بد أن أحدا منكم خسر شخصا ما كان يعنيه من البشر فقط لأنه علم بحقيقة أنه مصاص دماء، أليس كذلك؟". صمتُّ أنتظر، لمعت عينا شخص موجود واستدار ينظر للجهة الأخرى فعلمت أنه شخص من الذين أعنيهم عندها اسرسلت:"نعم، هذا ظلم أيضا بحق الجنسان لذلك أفكر ومارك وبمساعدتكم بالطبع، أن نشكل بمجموعة خاصة بنا، لا تنتمي لأي من الطرفين بل هي فقط تريد الخيارات الأقل إيلاما، مجموعتنا ستتصدى لماركوس لكي لا يقتل بشر أكثر، وتحاول السيطرة حتى يقبل تسليمنا الحكم، وبالطبع تتصدى للأحرار لكي لا يقوموا بإيذاء بشر أو مصاصي دماء آخرين، ستبدأ المجموعة بيننا وتكبر مع الوقت، كل إنجاز سنقوم به سيجعل لدينا عدد أنصار أكبر من الشعب، الجيش والأحرار... والآن مساحة لكم لطرح أي أسئلة تريدونها، ومن لا يريد المشاركة يمكنه المغادرة".
اعتززت بنفسي حين رأيت ابتسامة مارك الفخورة حين أنهيت حديثي.