إتفاق

618 71 24
                                    

رينا كانون الثاني ٢٠٢١

لا أعلم أين ذهب مارك بصحبة ذلك الأبله المقرف، لا أستطيع وصف شعور الراحة بعد ما فعلته، كم كان مستفزا، لو كان باستطاعتي لفعلت أكثر كصفعه عدة صفعات مثلا، كما أعتقد أن المدير تغاضى عن المشكلة التي أحدثتُها بسبب تدخل مارك وإلا لكان الآن يحاول جعلي أعتذر منه، سوف يصدّق الضيف بالطبع حيث أنا الفتاة المثيرة للمتاعب دائما.
ظهر عقد أمام عيني فجأة، استدرت لأرى مارك يمده أمامي ويمسك بواحد آخر:"ما رأيك به؟ أعلم أنه بسيط لكني أحببته".
كان ذو سلسلة قماشية سوداء يتوسطه شيء أشبه بعبوة صغيرة جدا عرفت أنها مخصصة ليتم وضع العطر بها وهي قلادات ثنائية.

ابتسمت بحماس:"جميلة جدا".
وضعتُ العطر الخاص بي بقلادة مارك وهو فعل المثل بخاصتي ثم ألبسها لي وقد فرحت بها حقا.
ودعت مارك أدخل المنزل، أشعر بطاقة جميلة تملأ جسدي، تم بيع الكمية كلها تقريبا التي طبخها أبي، مجرد التفكير بالمكان الذي ستذهب له الأموال يشعرني بالسعادة، كما مارك يظنني لا أعلم لكنه تبرع أيضا بمبلغ لا بأس به، على هذا المنوال ستصيبني نوبة قلبية، هو لا يكف عن أفعاله اللطيفة بالإضافة لرائحته التي أصبحت ملازمة لي، ففي الحقيقة دائما ما أحببت عطره الذي ينذرني بقدومه قبل خطوات، الآن يمكنني تنشقها كما أريد، أشعر أنها طريقة غير أخلاقية بالتفكير لكنها رائعة، ما بيدي حيلة.
اتصلت بأبي أعلمه الأخبار الجيدة، انتظرت وقتا لكنه لم يجب، لا بد أنه مشغول بالعمل، سأرسل له رسالة عوضا عن ذلك.
أخذت حماما سريعا ثم استغرقت بتصفح الكتب التي أعطاها لي مارك، بها كم كبير من المعلومات التي أثارت دهشتي، عندما يتحول مصاص الدماء أو يفعل دماؤه بالمعنى الأصح، تزداد قوة عظامه فيصبح قادر على تلقي ضربات بنسبة مضاعفة عشر مرات من القمة التي يمكن لعظام البشر تحملها قبل أن تنكسر وبحال كُسرت يستغرق شفاؤها وقتا قليلا لكن الألم هو نفسه الذي نشعر به نحن، حينها تذكرت كيف مارك يعرض نفسه للخطر مبررا أنه مصاص دماء ولا بأس بأن يتأذى لكنه يتألم بصورة مماثلة لنا، عليه أن ينتبه لنفسه أكثر...

وقعت عيني على الساعة، لقد تأخر أبي كما أنه قرأ رسالتي ولم يجب، هذه ليست عادته، بدأ القلق يتصاعد داخلي، ضغط زر الإتصال مرة أخرى وكدت أغلق الهاتف عندما فُتح الخط، تكلمت بسرعة أسأله عن سبب تأخره، ما إن سمعت الرد حتى ارتجف جسدي وشعرت أن الهاتف سيقع من يدي، لماذا بحق الجحيم هذا الحقير من يجيبني بدلا من أبي.

فتحت فمي وأغلقته عدة مرات غير قادرة على إخراج كلمة، رنت ضحكة ميرفي بأذني:"أعتقد أنك مصدومة جدا، لا تقلقي والدك بخير إلى الآن، وإذا أردت أن يبقى كذلك ستأتي إلي الآن مع الحارس القادم لاصطحابك، إن كان مارك في منزلكِ تخلصي منه بطريقة ما".

ارتفع صوتي بانفعال:"ما الذي تقوله أيها الحقير، هل هذه لعبة أخرى من حيلك؟ أنت لم تخطف والدي حقا".
نعم لا بد أنها كذلك، حين اختفى هاتفي في المرة السابقة كانت كلارك من أخذته لتفعل المقلب بمارك، ربما ميرفي يقوم بالشيء نفسه وسرق الهاتف ليس إلا، هدأت نفسي لكن محاولاتي فشلت حين أكمل:"أيمكنكِ المراهنة على ذلك؟ لو كنت مكانك لأتيت وتأكدت بنفسي، هذا يعتمد بالطبع على كم نسبة إهتمامك به، وتذكرت أمرا، إن كنت تريدينه أن يبقى حيًا إياك وإخبار أحد، تعالي وحدك ولا تجربي اللعب علي، سأعلم إذا قمت بأي حركة". أنهى مغلقا دون السماح لي بمعرفة المزيد من المعلومات.

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن