رينا ديسمبر ٢٠٢٠
عرضت على مارك تلك الفكرة، وهي الخروج في نزهة.
بغض النظر عن مقدار ما يبدو هذا غريبا، لكنني أملك هدف، وهو أن أجعل مارك يعيش يوما طبيعيا دون أي أمر يتعلق بكونه مصاص دماء أو قائدهم، دون قلق وتفكير زائد. سأجعله ينسى مؤقتا ماهيته، أن يعيش دوره كشابا ليس أكثر...هذه المرة لن أرتدي من الألوان التي أحبها بل سأرتدي الأسود لأكون متناسقة قليلا مع مارك، فهو دائما يرتدي تلك الملابس الرياضية السوداء، لكن هل أملك ما يتناسق معها أصلا؟
بعد عناء، أنهيت لأقف متحيرة، ماذا أفعل بغيمتي -وهي شعري بالطبع- هل أتركه مسدول؟ نعم فأغلب الوقت عندما أعود من المدرسة يكون مرفوعا.
خرجت بحماس عند وصوله، لكنني وقفت متسمرة بمجرد رؤيته، هل هذا مارك حقا؟
إنه لا يرتدي الأسود، ولا ثيابا رياضية، بل ثياب أقرب لتكون رسمية، بنطال أبيض وقميص رمادي، ولا أدري إن كان حقا بسبب ملابسه لكنه يبدو مختلفا قليلا، اتضح أنه ليس نحيل جدا، كما هو يمتلك بعض العضلات.
لم تكن ردة فعله مختلفة، فقد وقف يرمقني بعيون متسعة لثوان قبل أن نضحك نحن الإثنان.تنفس بعمق متوقفا عن الضحك:"ارتديت هكذا لأكون متناسقا معكِ، لم أتوقع أن ترتدي الأسود".
حركت رأسي:"الأمر سيان بالنسبة لي، لكن الطبيعة تقف ضدنا".
ابتسم بمرح:"على أي حال، فالأسود يليق بك كثيرا".
"حقا؟" تعجبت، فسبب تجنبي لهذا اللون منذ صغري أن أمي كانت تكرهه ولا تحب رؤيتي به، كانت تحب كل ما هو براق ودائما ما تجلب لي الفساتين الحمراء والزهرية، لذلك ما زلت أمشي على خطاها...
أخبرت مارك بهذا منهية:"على أي حال، فهذه الثياب تليق بكَ أيضا".عندما صعدنا، كنت أضع حزام الأمان حين تفحصني مارك:"ينقص شيء واحد لتكوني حقا مثلي".
ترقبت ما يفعله بعدم فهم، استدار يبحث عن شيء في المقعد الخلفي ثم أعلن:"كنت محقًا، يوجد واحدة هنا".
اقترب ووضع لي قبعة رياضية سوداء من التي يرتديها، ثم مسد على شعري يرتبه معها.
انبهت أنني لم أنبس بحرف، إنما ابتسامة عريضة فقط اكتسحت وجهي، فابتعدت أتصنع النظر للمرآة.
وجهتنا الأولى كان المطعم لتناول غداء خفيف.
أخذته لمكان أحبه جدا، اعتدت أن أمر به في بعض الأحيان بطريق عودتي من المدرسة، بسيط وصغير وغالبا لا يتخطى عدد الموجودين فيه عشرة أشخاص، أساسه والجو فيه يمنحك شعور أنك بمنزل وليس مطعما.
كنت أفكر بأخذه لمكان عمل والدي، لكن والدي سيفهم أمر علاقتي بمارك بشكل آخر، كما أريد أن أترك أبي بعيد عن أي مشاكل تخص مصاصي الدماء.
ألقيت السلام على صاحب المكان والطباخ في الوقت ذاته، الذي أعتبره جدي.
اتسعت ابتسامته عند تمييزي:"يا إلهي، لقد مضى وقت منذ أتيتِ آخر مرة، كيف حالكِ؟ هل صحتكِ بخير؟ لقد خسرت بعض الوزن، هل تمرضين مجددا؟"
أنت تقرأ
BLODREINA | بلودرينا
Fantasyماذا لو اكتشفت أنك لا تدرك شيء عن العالم الذي تعيش فيه؟ وعن البشر المحيطين بك؟ أخبرني ماذا تفعل لأنني ضائعة... "أعلم أنك بائس، مستسلم وأسير سرابٍ من ماضيك، لكني بالرغم من كل هذا أجدك ورقة حياتي الرابحة الوحيدة..." بدأت: 9/5/2020 إنتهت: 31/12/2021 #...