رينا نوفمبر ٢٠٢٠
لم أنبس ببنت شفة، الدهشة تأخذ مني كل مأخذ...
وضع مارك يده على الحائط خلفي، وشعرت به يدفع نفسه ليبتعد عني.
دفع جسده بقوة لدرجة أنه وقع على الحائط المقابل وجلس على الأرض يضع أحد يديه على صدره يحاول تهدئته.
تعب شديد تملك في جسدي، قدماي أعلنت عن استقالتها حيث جلست على الأرض بقوة ألهث بدوري.
نبس بصعوبة بالغة:"أخبرتك أن لا تقتربي من غرفتي".
بينما بدى عليه الرعب والضياع.كلماته كصفعة، أيقذتني تخبرني أن ما أعيشه حقيقي، أنا حقا أجلس قبالة مصاص دماء.
ما كان من كل مشاعري الخائفة، المصدومة، والمتناقضة إلا أن انفجرت كلها بضحكة مدوية مني.
رفع بصره بدهشة إثر صوت صحكاتي العالي.
أنهكت أنفاسي من الضحك، فهدأت شيء فشيء، أبتلع الصدمة، أو أحاول ذلك.
"أتعلم ما المضحك؟ كنت أسخر من نفسي في الأمس، نعتُّ نفسي بالمجنونة لأنني شككت بأمركم، وبحثت عن معلومات عن مصاصي الدماء لساعات في الأمس، كنت على وشك أخذ ذاتي لطبيب نفسي، آخر ما توقعته، أن تكون هلوستي صحيحة". تكلمت كمن يلقي مسرحية، تغيرت نبرتي عدة مرات من خائفة مضطربة إلى متحمسة، من يراني الآن يجزم أنني هاربة من مصحة عقلية.اعتدل في جلسته يقول بنبرة غير مصدقة:"أكنت تتوقعين الأمر؟ كيف هذا؟ كيف استطعت ذلك؟"
حركت رأسي باستهزاء:"أولا، كنتم تتعاملون بشكل غريب معي كوني أدخل منزلكم، لذلك شعرت أن هناك خطب ما، وبعدها حين دخلت حبيبتك من الباب واقتربت تتكلم معي، أتيتَ أنتَ وسحبتَها، وكنتُ قد رأيتك قبل ثواني على شرفة غرفتك، أي سرعة تجعلك تصل بلحظات، هذا كان غريبا، قررتُ تجاهل هذا الأمر لكن بعدها، حين تكلمت معك في الموقف، لاحظت إلتئام جرح يدك الذي كان ينزف من وقت قصير، هذا أثار الشك في داخلي، لكن ماذا؟ أن يكون شكي في محله؟ محال!".
إثر كلماتي دخل كلانا في حالة صمت، لم أكن أفكر بشيء محدد، عقلي كان مشوشا غير قادر على تجميع فكرة كاملة لأصب تركيزي عليها، لكن لاحظت للتو، عيونه ولونهما المختلفان عن العادة، أصبح لونهما غريبا، ولكنه... جميل.
أعتقد أنني قرأت سابقا عن هذا اللون من العيون، أذكر أنه يسمى عيون العنبر، لكنه مختلف في عيونه.
يمكنني القول، عيون عنبرية مضيئة...وقف يدور في الأرجاء كمن يحاول التخطيط لشيء ما، وأعلن:"أعتقد أنني فقدت السيطرة الآن لأنني لم أتناول أي طعام منذ مدة".
رغبت بأن أجيبه 'هذا نتيجة عنادك لجدك و عدم تناول الطعام'، فهو دائما يفتعل شجار على المائدة، يجعل الجميع يضطرب و يذهب، لكنني احتفظت بها لنفسي.
اقترب من النافذة:"علينا الذهاب من هنا بسرعة..."
بتر جملته حين استدار ورمقني بصدمة لم أفهمها سوى حين اقترب ينظر ليدي:"لماذا ما زالت تنزف؟ يجب أن تكون ملتئمة الآن فالجراح التي نتسبب بها غير عميقة".
أنت تقرأ
BLODREINA | بلودرينا
Fantasyماذا لو اكتشفت أنك لا تدرك شيء عن العالم الذي تعيش فيه؟ وعن البشر المحيطين بك؟ أخبرني ماذا تفعل لأنني ضائعة... "أعلم أنك بائس، مستسلم وأسير سرابٍ من ماضيك، لكني بالرغم من كل هذا أجدك ورقة حياتي الرابحة الوحيدة..." بدأت: 9/5/2020 إنتهت: 31/12/2021 #...