شهقت بصدمة... إنها تتحول!
رفعتني عن الأرض وهي تضغط أكثر على عنقي, جاهدت أحاول التقاط نفس يبقيني على قيد الحياة.
إنها بطور التحول, هي تنسى كل شيء وتتصرف بغرائزية فقط, أي أنها ستتغذى على دمائي الآن... إلى أن تقتلني دون أن تدرك حتى أنها تفعل هذا.
"ميلينا هذه أنا, أنا رينا, أنتِ لا تريدي قتلي, هذا بسبب غريزتك, تغلبي غليها, لا تدعيها تتحكم بك". أردت أن أصرخ بها لكن صوتي خرج متقطعا, تعبا ومنهمك.
بهتت عيناها وهي تفلت عنقي ببطئ لكنها ثوان قبل أن تعود للحالة نفسها, اقتربت من عنقي بنظرات تفيض عدوانية.
حاولت دفعها عني والهرب لكن بلا فائدة.
نظرت حولي, ليس أمامي سوى هذا هذا الخيار.
إنها مصاصة دماء, مما يعني أنها لن تتأذى, هكذا شجعت نفسي ألتقط زجاجة العطر بجانبي وأضربها بها على رأسها.
أفلتتني تقع أرضا, هممت أركض بسرعة بينما بدأت دموعي بالانهمار:"آسفة, آسفة جدا لم أكن أريد إيذاءك". قلت بخوف شديد بينما خرجت بأقصى سرعتي أقفل باب الغرفة عليها.
ماذا أفعل؟ الهاتف ليس معي لأتصل بمارك, ولا أذكر رقمه حتى أتصل من الشارع.
لحسن حظي أن ميلينا لم تجعلني أفكر بما سأفعل كثيرا حيث أنها كسرت باب الغرفة كأنها نزيح ستارة.
تركت كل التفكير والتخطيط وركضت للخارج احاول أن أفر بجلدي.
لكن عبث, ظهرت أمامي من العدم تصفعني... وهي أقوى من رجل عصابات بعضلات مفتولة الآن.
وقعت على الأرض خائرة القوى وشعرت بكل شيء مشوش حولي وطنين أذني يكتسح حواسي, أنا أستسلم, لا أدري ما قد يحدث لكن لم يعد بيدي حيلة...
ولم أميز إذا كان اقترابها مني وإمساكها عنقي حقيقي أم لا, ولا إن كان ظهور مارك الذي دفعها بقوة لتضرب الحائط المقابل حقيقي أم مجرد حلم.
أعتقد أنه حقنها بإبرة ما فأغمي عليها بعد بدقائق.
شعرت بملمسه حين احتضن جسدي يرفعني عن الأرض, وسمعت صوته يناديني كان صوته عميقا لكني فهمت ما يقول:"لا تخافي, لقد أتيت, ها أنا هنا بجانبك".
آخر ما تذكرته كان أنه مددني على السرير, واسيقظت بعد مدة لا أعرف كم هي.
كنت أحملق بالسقف لثوان كأني مولود جديد لا يحمل أي ذكرى, استدرت للجهة الأخرى, يبدو الأمر كأن مارك جالس هنا, تثاءبت وعركت عيناي, لكني استقمت فجأة إنه حقا مارك! يجلس مطأطأ الرأس على الكرسي بجانب سريري, عندها عادت لي الأحداث التي جرت قبل نومي.
تنبه مارك لحركتي فاقترب مسرعا.
"ماذا حدث لميلينا؟ أين هي؟". خرج صوتي ثقيلا فاستنتجت أني نمت طويلا.جلس على طرف السرير:"يا إلهي, أنا آسف كان هذا بسببي".
اعتدلت بجلستي:"لم تقول هذا؟".
"ميلينا بفترة التحول, كان علي ملاحظة ذلك, لهذا كان جدي يمنعها من القدوم, لكني كنت غبيا, جعلتها تأتي وعرضتك للخطر". حكى يفرك رأسه بكفيه.
صحت به:"كف عن ذلك, لماذا تلوم نفسك؟ أنا من طلب إحضارها, كما ذلك الخبيث... أقصد جدك لمَ لم يخبرنا بسبب رفضه لخروجها؟ إذا كنت سألوم أحد فسألومه هو".
"يريد أن يثبت لنا أنه علينا سماع كلامه". صمت فجأة كأنه تذكر أمرا:"لمَ لم تستعملي السلاح؟".
انتفضت بصدمة:"هل أنت بكامل قواك العقلية؟! كيف أستعمله على ميلينا".
-لا أقصد أن تقتليها بالطبع, لكن أخيفيها وإذا اضطر الأمر أطلقي على قدمها مثلا, فهذا سيعيقها مدة إلى أن آتي.
"ظننت أنه لن يخيفها إذ أنها لا تفهم بعد ما طبيعتها وما هذا السلاح, كما لا يمكنني فعل شيء كهذا لها, إنها ميلينا..." قاطعني بحدة :"وأنت بلادرينا". تنهد مسترسلا بهدوء:"لقد كدتِ تقتلين حقا, الأمر ليس مزحة فهي لم تكن ميلينا التي تعرفيها, كانت ستقتلك دون أن تعلم حتى وتذهب لقتل غيرك أيضا. رينا, تعلمي أن تعطي حياتك الأولوية, إن لم تفكري بنفسك فكري بشعبنا وبوالدك... وبي, أنتِ تعنين لي الكثير حقا ولستُ على استعداد أبدا لخسارتك, أفضل أي شيء آخر على رؤيتك تتأذين, لا يهمني الأمور الأخرى التي قد تحصل حتى لو آلمتني لن يكون بقدر ألمي إذا أصابك مكروه".
لا أدري لماذا, لكن رغبة عارمة في البكاء تملكتني, ربما هذا الشعور الجميل بأني شخص مهم لأحدهم وأنه يكترث لحياتي لهذا الحد الذي لم أتوقعه.
وربما لأن هذه الكلمات خرجت من فم مارك نفسه...
تحركت يداي وبرغبة مني معانقة مارك:"كلي ثقة بكَ, وبأنك سأتي بالوقت المناسب".
شد عليّ يبادلني العناق.مساء ذلك اليوم أصررت للذهاب والإطمئنان على ميلينا, كانت لا تزال نائمة بسبب الحقنة التي أعطاها إياها مارك, وحين استيقظت لم تتذكر شيء لذا طلبت منهم أن يتكتموا عن ما حدث.
"ماذا سوف يحصل الآن؟"
أخذ مارك نفسا عميقا:"أولا علينا إخبارها بحقيقتها, دعمها والوقوف بجانبها حتى تتقبل وتتكيف مع الأمر, ثانيا سنعطيها الدواء الذي نأخذه جميعا حتى يتوقف لديها الشره على الدماء بالإضافة لمسكنات للتشنجات والٱلام التي ستصيبها, مع ذلك ستبقى فترة لتعتاد على التحكم بنفسها وسط روائح دماء البشر, لذا أعتقد أنها ستتغيب عن الدراسة لمدة".
فرقعت أصابعي:"هنا يأتي دوري, سآتي لأدرّسها ما يفوتها حتى لا يتقدم عليها باقي الطلاب". وأكملت حين بدى على مارك أنه يريد المعارضة:"هذا قراري كقائدة, أليس واجبي دعم شعبي؟".سألت بحاجب مرفوع.
رفع يديه مستسلما:"إذا كان الأمر هكذا, فلا يمكنني قول شيء لكني سأبقى معك بحال حدث أمر ما"."اتفقنا". قلت بابتسامة.
في تلك الليلة النوم أبى أن يزورني, لا أعرف إن كان بسبب غفوتي سابقا أم لأنني ما زلت أعيد وأعيد حديث مارك وكلماته في رأسي...
هل أنا أبالغ؟ أم أن كلامه يعني شيء ما حقا؟
يخيفني الجزء الداخلي مني, الذي يريد أن يكون لكلامه معنًا.
أنت تقرأ
BLODREINA | بلودرينا
Fantasyماذا لو اكتشفت أنك لا تدرك شيء عن العالم الذي تعيش فيه؟ وعن البشر المحيطين بك؟ أخبرني ماذا تفعل لأنني ضائعة... "أعلم أنك بائس، مستسلم وأسير سرابٍ من ماضيك، لكني بالرغم من كل هذا أجدك ورقة حياتي الرابحة الوحيدة..." بدأت: 9/5/2020 إنتهت: 31/12/2021 #...