هرب

1.4K 130 2
                                    

رينا نوفمبر 2020:

استقمت بجلستي أحضر نفسي لما سأسمعه، هو محق أنا فضولية.
تنهد قبل أن يبدأ بالحديث معلنا أن حديثه طويل: "لا أدري بالتحديد مقدار ما عرفتِه عنا، هذه الفترة لذلك عليّ أن أخبرك أولا بأننا من السلالة الحاكمة وكل فترة يولد لدينا شخص بدماء القادة ليكون القائد المستقبلي، وبنفس اليوم والساعة تولد فتاة عند البشر لتكون شريكته، أي القائدة أيضا التي عليها حكم شعبنا معه... لماذا عليها أن تكون من البشر؟ هذه قصة طويلة لن أدخل بها الآن، لكن هذه العملية قامت لمئات السنين ولم تخطئ مرة واحدة في اختيار الأشخاص المناسبين ولم يحدث خلل أبدا سوى تلك الليلة، الرابع والعشرون من مارس عام ١٩٩٤ حين ولد مارك، انحنى كل من في البلدة احتراما لولادة القائد المستقبلي، الكل كان سعيد ما عداي، لماذا؟ أليس من المفترض أن أفرح لولادة خليفتي الذي كنت أنتظره؟ ولكوني سأترك جنسنا بأيادي أمينة قبل مماتي؟ بلى لقد فرحت بالفعل لكن أربكني أمر آخر وهو أنني لا أشعر بدماء قائدة بشرية قد ولدت، كوني القائد الحالي أنا أول من يشعر بدماء خليفتي وهو ببطن أمه والوحيد الذي يشعر بدماء القائدة ويستطيع تحديد مكانها لكني لم أشعر بها في ذلك الحين، من المفترض أن تولد في الوقت نفسه، ما الخطب الذي حدث؟ أنا متأكد من أن مارك القائد بل الجميع متأكد من هذا لكن أين القائدة؟ بقيت أخفي ذلك القلق بداخلي إلى ذلك اليوم، ميلاد مارك السابع، نفخ شموع عيد ميلاده عندما دقت الساعة الخامسة مساءا و بنفس اللحظة شعرت أنا وهو بشيء، اتسعت عيناه يجهل الذي اعتراه فجأة بينما أنا أدركت ما حصل، القائدة ولدت اليوم! بنفس وقت ولادة مارك لكن بفارق سبع سنوات! ذهبت لأتأكد من ذلك بنفسي، كنت مشتت أنا لم أسمع بتاريخنا أن هذا قد حدث ولا لمرة. اقتربت من تلك الغرفة في المشفى لأرى الأم تبكي بقهر بينما الطبيب أخبرها بأن ابنتها الأولى مصابة بمرض الهيموفيليا، تمعنت النظر بتلك الصغيرة في العناية المركزة وأنا لا أعلم ما هذه الظروف الغريبة التي تحدث لأول مرة، هي تعاني من مرض بالدم! كنت أهم بالرحيل حين إلتقيت بوالديها يدخلون الأب يحاول حبس دموعه ويهدأ الأم قائلا أنها ستكون بخير 'لديه حق، هي ستعيش وستكون طفلة ذكية جدا وناجحة لا تقلقي' أخبرتهم نظروا لي باستغراب لكن سرعان ما ابتسمت الأم تمسح دموعها وتؤكد كلامي، بالرغم أنها لا تعرفني لكنها بحاجة ربما لعابر سبيل يطمئنها بينما كنت أطمئن نفسي أكثر، لا يمكن أن تموت بل ستكبر وتكون قائدة، ابتعدت عنهم وآخر ما سمعته منهم كان 'لنسميها بلادرينا'. "
تحدث بهدوء لكن كلامه كان كالفرقعات النارية برأسي، تصدر صوتا مدويا يدهش الجميع ثم يتبعه هدوء، هدوء عجزي عن التفكير بأي شيء.
مرت دقيقة ثم خمس وعشر وأنا ما زلت أنظر له بصمت.
لم يذكر فقط يوم ميلادي بل الساعة أيضا، أخبرني أبي سابقا بالوقت الذي ولدت به لذلك ما يقوله صحيح.
كما ماذا؟ التقى بوالداي!
لكن هل هذا سيجعلني أصدق تلك التراهات؟

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن