خيانة

629 71 54
                                    

أنهيت تدريس ميلينا أحاول إخفاء الإرهاق البادي علي قدر الإمكان، تقدم مارك يُلقي التحية، أنا متأكدة أنه يشعر بشيء ما لكنه لا يضغط علي.
"ألديك وقت فارغ في المساء؟" سأل بتردد.

لم أستطع مواصلة النظر بعينيه، تصنعت النظر حولي:"لا أعتقد ذلك فأنا وأبي نمتلك بعض المخططات الخاصة، مضت مدة منذ قضينا وقتا سويا".
هز رأسه بتفهم بينما قلبي نكزني بألم، عانقته بخفة قبل أن أذهب بسرعة.

أتى حارس ميرفي مرة أخرى فقد اتفقت معه على أن أذهب كل يوم لأطمئن على حالة والدي ووافق برحابة صدر.
تأملت جسد والدي المستلقي على السرير والمحلول الوريدي الذي يؤمن غذاءه، سوف نبقيه فاقد الوعي إلى حين إتمام المهمة من خلال تلك المهدئات، يفطر قلبي أنني من اتخذت قرار فعل هذا به.
"اعتبريه يأخذ عطلة من عمله الشاق، لكن إن كان يزعجك رؤيته هكذا لهذا الحد أستطيع عدم تنويمه، سيعامل بطريقة جيدة أعدك". اقترح ميرفي بفخر، هل يظن نفسه يواسيني الآن؟ إنه نموذج حي لمن يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.

رمقته ببرود:"لا، لأنني عزمت قراري، لن أخبره بشيء عندما ننتهي، سأحاول الذهاب والعيش بعيدا عن كل ما يتعلق بكم، لن أتمكن من النظر في وجه مارك بعد ما سأقترفه وهو لن يسامحني في الأصل".

مشى أمامي خارجا من الغرفة بشموخ:"قرار حكيم لكن لن يمنع فضول والدك نحو العديد من الأمور الغريبة التي حدثت معه، إن أردت يمكنني مساعدتك بإقناعه أن لا يسأل أبدا أم أنك ستتولين الأمر وحدك فحسب ما وصلني لديك مهارات بالكذب والإقناع".
كما توقعت، وصله ما حدث بيني وبين مارك، جواسيسه مزروعين بأقرب مكان لنا.

إقتربت منه بجدية وغضب:"اسمع، إن كنت تفكر فقط بإلحاق أي أذى بأبي، أقسم أنني لن أرحمك، لقد أرسلتَ شخصا ما سابقا ووصلك بالطبع ما فعلتُه به".

بدى أني ذكرته بمسألة ما:"بالحديث عن هذا، لست من أرسل الغبي ذاك، لو كنت أريد قتل أحد ما لكان ميتا الآن حتما، تعلمين هذا، لكن لا أنكر تفاجئي بردة فعلك فهذا ما ألهمني خطتي الحالية، وقد نجحت، لم أراك بهذا التعاون حتى حين كانت حياة كارين على المحك".
العديد من الكلمات أثارت غضبي لكن إحداها أوقفتني بشكل خاص، لم يكن هو من أرسله؟ من إذا؟
أدرك أنه لا يكذب فما ذكره صحيح، لو كانت نيته قتل أحدنا، الآن الفرصة الأنسب.
أكمل يقطع حبل تساؤلاتي:"تلك العائلة التي تحبيها كثيرا وتتخذين صفها بها خائن، ألم يأتي ذلك على بالكِ؟ فمن غيرهم يعلم بوجود جنود يحرسونك لذا أرسل بشري حتى يتمكن من الدخول دون ملاحظتهم".
وقفت بلا حراك، تعرفون شعور الصدمة عندما تدرك شيء غفلت عنه لوقت طويل رغم الأدلة الموجودة أمامك، بالتأكيد هناك خائن ضمن العائلة وإلا لما تمكن ميرفي من التحرك بهذه الأريحية ووضع جواسيس كما يريد، لكن بالطبع لن أتنازل وأسأل ميرفي عن هويته، علي إكتشافها بنفسي.

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن