يوم شتائي.

2.1K 159 38
                                    

رينا نوفمبر 2020:
أغلقت عيناي أتمتع برائحة الشتاء، أحب صباحات هذا الفصل، إنها جميلة ومضطربة، قد تكون مشرقة، ولكن تحمل قطرات المطر في داخلها، لا تدري متى يُعكر مزاجها وتبدأ ببكاء غزير، كالبشر تماما...

"رائحة الشتاء صحيح؟"
سألت كارين التي تتمشى بجانبي في ملعب المدرسة.

حركت رأسي موافقة، ثم أردفت:"لم تخبريني بعد ماذا حدث في موعدك أمس".

دلكت جبينها:"يا إلهي لا تذكريني بذلك الغبي، إنه أول وآخر موعد أخرجه معه، كل ما تكلم عنه شركة والده ويسألني أمور تخص شركة والدي، و كأنني أفقه بهذا، شعرت أنني بمقابلة عمل".

ضحكت بسخرية:"وماذا توقعتي حين قبلت الخروج مع شخص في التاسعة والعشرين من عمره".

-توقعت شخصا رومنسي، يعرف آداب الحديث مع النساء وبعيد عن طيش الأطفال في عمر الثامنة عشر.

"أنت محقة، الشباب في عمرنا كالأطفال لا يفقهون بشيء، لكن أيضا لا يمكنك اختيار شاب يكبرك بعشر سنوات، لهذا أخبرك دائما أن تتريثي في هذا الموضوع وتنتظري الشخص المناسب".
أخبرتها بهذا، وأنا أعرف أنها تفهم قصدي، لكن لن أقول بشكل واضح بأنه من الممكن أن يستغلونها فقط من أجل أموال والدها، حتى لو كانت على دراية بالأمر، لكن قولي قد يجرحها، أنا فقط أتمنى أن تحذر...

لمحت ميرفي يمر من مدخل المدرسة، كعادته يطغى على حضوره الغرور والبرود، وكعادته أيضا لم يلقي السلام على أحد.
لحظة، هل هو قادم تجاهي؟

ونعم، اقترب مني وسألني:"هل أنتِ مشغولة اليوم بعد المدرسة؟"

"صباح الخير لكَ أيضا". قلت بنبرة لا تخلوا من السخرية.

تنهد بملل:"وهل سيصبح حقا صباحك خير إن قلت هذا؟"

غيرت الحديث:"على أي حال، نعم، أنا أعطي دروسا خصوصية بعد المدرسة، لكن لماذا تسأل؟"

-أريد أن أصطحبك لمكان ما، متى تكونين متفرغة؟

استغربت جوابه، لماذا يريد أن يصطحبني أنا لمكان ما؟ و إلى أين؟ لكن أعتقد بأنه لا بأس بالموافقة، لذلك أبلغته بهدوء:"في عطلة نهاية الأسبوع، أعتقد".

"حسنا". ألقاها بسرعة قبل أن يذهب من أمامي، لأجد كارين تنظر لي ذات النظرة الدائمة حين تراني مع ميرفي.

"كفي عن هذا، و إياك أن تتفوهي بالحماقات". هددتها وأنا أقترب منها بطريقة أحاول جعلها مخيفة.

دخلت بصحبة ميلينا إلى منزلها.
لو أخبرت كارين بأنني أتيت مجددا، بعد أن طلب مني ذاك المارك بعدم القدوم، لرفضت التصديق، أنا أيضا لا أصدق هذا، لكن وكما قلت سابقا، الهروب ليس طريقا أختاره، عدى عن ذلك فإن هذا المنزل ليس له، بل لجده، وأنا آتي لأجل ميلينا، لذلك لا علاقة له...

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن