أيدي متشابكة

620 67 13
                                    

رينا كانون الثاني ٢٠٢١:

قلقت بشدة حين علمت ما حدث مع مارك لكني هدأت بعد أن تحدثت معه، كنت سابقا أشعر بقليل من التردد بشأن معاقبة ذلك الوغد فهو يبقى والد أليكس للأسف، لكن الآن سأقتلع قلبه دون أن يرف لي جفن، كيف يتجرأ على أذية مارك؟
مع كل معضلة نمر بها أكتشف كم أن روحي متعلقة بمارك، لحظة إصابتي كان هو أول ما خطر لي، أعرف طباعه وطريقة تفكيره، لو لقيت حتفي لكان كل العمر يلوم نفسه رغم أن لا ذنب له بكل هذا، ربما هذا الجانب الذي يجعلني أحبه بشكل خاص؟ أعتقد أنه مميز حيث من صغره يحمل عبء مسؤولياته ويحسب آثار أفعاله.
طُرق باب الغرفة، هل أتخيل أم أنه حقا يقف أمامي الآن؟ هل شعر أني أفكر به؟
رغم تلهفي لرؤيته عقدت حاجباي:"ماذا تفعل هنا؟ ألم أخبرك أن ترتاح؟"

ضرب صدره بيده:"لا تخافي، فحبيبك ليس أي شخص بل مصاص دماء قوي".

كبحت إبتسامتي أشيح بوجهي للجهة الأخرى قبل أن تتورد وجنتاي:"هل من الصعب جدا أن تلتزم بكلامي قليلا".
إنه حقا لا يهتم بصحته.

رفع يده يقاطعني:"لقد فكرت بشيء، كلانا مصاب، أنتِ غير قادرة على النهوض وتريدين مني أن أفعل المثل وألتزم الفراش، لذلك لم لا آتي وأستلقي هنا معك؟"

هل ذكرت من قليل تورد خداي؟ أنا الآن أشتعل بأكملي...
"ماذا؟ هل جننت؟"

"لا تقلقي سأنام على السرير الآخر، إلا إذا أردت أن أنام بجانبك". قال بابتسامة لعوب.

بحثت عن أي شيء بجانبي يمكنني أن أرميه به:"لا بد أن إصابتك أفقدتك جزء من عقلك".

كان يراقبني ضاحكا فقط، شبكت يداي بانزعاج:"على أي حال، ارحل فالسرير الآخر لأبي".

أشار بيده بلا مبالاة:"لا بأس، فهو لن يعود الليلة".

"كيف تعلم؟"

"لأنني من أقنعه على الذهاب والإستراحة في المنزل وأن أبقى أنا جانبك". أجاب متباهيا فتذكرت كيف أني اقترحت على أبي أن يذهب ويرتاح لكنه رفض ثم فجأة بعد أن خرج لوقت قصير وجدته يجهز نفسه للذهاب، لا بد أنه ظن أني أريد البقاء مع مارك وأننا متفقان، هذا محرج...
أيقظني صوت عن الغرق بأفكاري، كان مارك يجر السرير الآخر ليجعله أكثر قربا ثم جلس عليه مادا يده للخارج، لم أفهم في بادئ الأمر لذلك اقترب يأخذ بيدي وعاد يتمدد، إلتزمت الصمت أراقب السقف كما يفعل وشعور جميل يخالجني.
مضى وقت قليل قبل أن نعود للتحدث بشكل طبيعي إلى أن غفيت.  

رمشت عدة مرات قبل أن أعود لوعيي، لا أدري كم الساعة، أول ما وقعت عيناي عليه كان مارك المستغرق في النوم، شقت ابتسامة وجهي متأملة أيدينا التي ما زالت متشابكة.

"إنه لطيف وهو نائم أليس كذلك؟ مسالم بشدة كأنه ليس مارك الذي نعرفه".

التفت نحو أليكس الذي ظهر من العدم:"منذ متى وأنت هنا؟"

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن