بلادرينا نيسان ٢٠٢١:
مدد مارك جسده بنعاس, كما اعتدنا أتى يقضي معي بعض الوقت في المساء إلى أن يعود والدي, رمقني بشك:"هناك شيء ما تخفينه, أليس كذلك؟"
ماذا؟ كيف عرف؟
أشحت بنظري:"لدي طلب غريب".
رغم تطور علاقتي ومارك لكن هذا تحديدا, أنا مترددة بشأنه.إعتدل باهتمام:"أخبريني".
"قد يزعجك لذلك يمكنك الرفض فحسب..."
قاطعني بهدوء:"لا أمانع فعل أي شيء لكِ, اطلبي ما تريدين".
أخذت نفسا:"سأسألك شيء أولا, عندما تتحولون لهيأتكم, ماذا تشعرون تحديدا؟ هل يؤلمكم التحول؟"
عقد حاجبيه مستغربا:"من الصعب شرح الأمر, لكن لا نشعر بالألم, هو مشابه لشعور أن تتحكمي بيدك لتحملي شيء مثلا, ما أقصده أنها كما لو كانت وظيفة طبيعية في جسدنا, نفكر أننا نريد التحول فيحدث ذلك".
تنهدت براحة:"أريدك أن تتحول".
اتسعت عيناه:"ماذا؟ الآن؟"
أشرت موافقة بشدة, بدى مشوشا لكنه أغمض عينيه لثوان ثم فتحها فكانت بلونها الآخر, اقتربت أتأملهما, للمرة الأولى ألحظ أن المتغير ليس فقط لون البؤبؤ, إنما المحيط حولهما يصبح شديد البياض وتظهر هالات غامقة قليلا, شفتيه أصبحت حمراء قاتمة إضافة للأنياب, لا شيء آخر يتغير.
راقبني بارتباك:"لكن, لماذا فجأة؟"أبعدت خصل شعره لتتسنى لي رؤية عنبريتيه بوضوح:"ألم أخبرك سابقا إني أحب لون عينيك هذا كثيرا, منذ الحادثة الأخيرة مع البشر لم يحصل شيء يجعلك تتحول وقد اشتقت لرؤيتهما".
ميزت الدهشة التي اعتلته:"ماذا... ألا تشعرين بالغرابة نحوهما؟ أو الخوف من شكلي الحالي؟"
ضربت جبهته بكف يدي:"بحق الأرض! من يخاف من شيء جميل كهذا؟"
هو حقا مخبول, أراهن أن كل من يقع نظره عليهم سيهيم بهم لذلك كنت أكره أن يتحول بحال وجود نساء أخريات, تبدو كلوحة فنية حية.
شعرت بجسده يتصلب قليلا, ثم ابتسم يدنوا مني:"أحب كل ما يتعلق بكِ, شعرك, لون بشرتك ويديك, ابتسامتك والعقدة بين حاجبيك".
احمرت وجنتاي لكني ضحكت أضربه بخفة.نحن في صدد التجهيز لحفلة تسلمنا الحكم, خلالها سوف يحضر عددا من الأشخاص المهمين وسيُعلن عني ومارك بشكل رسمي, بدأ يسرد لي عن ما تتضمنه:"أولا, الإجتماع بالمدعووين وإلقاء خطاب صغير ثم يهدينا جدي بعض المجوهرات المتوارثة من قائد لآخر, قيمتها معنوية كناية عن تكليفنا المسؤولية الآن, بعدها يتم تشغيل موسيقى كلاسيكية ونرقص جميعنا مع تقديم مائدة طعام بالطبع, لا تقلقي أي شيء لا يعجبك قومي بإلغائه فأنا ألغيت حدثا يتضمنها لم يعجبني".
دخلت عاملة بعد الطرق على باب غرفة مارك حيث نجلس:"سيدتي, أرسلني السيد ماركوس لأعلمكِ أن الخياط قد حضر".
أنت تقرأ
BLODREINA | بلودرينا
Fantasyماذا لو اكتشفت أنك لا تدرك شيء عن العالم الذي تعيش فيه؟ وعن البشر المحيطين بك؟ أخبرني ماذا تفعل لأنني ضائعة... "أعلم أنك بائس، مستسلم وأسير سرابٍ من ماضيك، لكني بالرغم من كل هذا أجدك ورقة حياتي الرابحة الوحيدة..." بدأت: 9/5/2020 إنتهت: 31/12/2021 #...