إختيار

698 65 12
                                    

تنفس أليكس بصعوبة ولم يستطع الإجابة على أسئلة مارك الذي أداره بسرعة وسحب الرصاصة من ظهره، نفسها التي أصيب بها وسحبتها سابقا.
نظرت للأرض، هناك آثار دماء توحي بأنه زحف حتى يصل إلينا، لقد خسر الكثير من الدماء، تفقدته بهلع، بدأ يغمض عينيه ببطؤ، إنه بحالة خطرة.
نظر مارك حوله وبدى عليه الخوف والإرتباك أيضا كأنه لا يعلم ماذا يفعل:"لن يلحق الوصول للمشفى".
ما إن استوعبت ما يقصده مارك حتى شهقت بفزع، أيقصد أنه سيموت قبل أن يصل، يا إلهي أليكس...
صرخت أرفع كم يدي بسرعة:"لنستخدم الطريقة نفسها، سأعطيه دمي لا بد أن هذا سيساعده".

قبل أن تصل يدي كان مارك يبعدها:"توقفي". قال بجدية ثم تحولت عيناه وجرح معصمه بأنيابه، قربها من فم أليكس الذي التقطها يتجرع الدماء.
اتسعت عيناي بدهشة:"أيمنكم التغذي على دماء بعضكم أيضا".
"حسنا، هو بطعم مر جدا لكن له خصائص علاجية قريبة من التي يملكها البشر، لو لم يكن مصابا الآن وبحاجة للدماء لما تجرعها".
حركت رأسي بفهم، المفترض أن يزول الخطر عن حياته الآن، هذا جيد، أتمنى أن يصبح قادرا على إخبارنا ماذا حدث بالضبط، لكن...
أكمل مارك كأنه عرف ما أفكر به:"سترين بنفسك الآن لماذا ترددت لإعطائه دمائي".
نبرته أوحت أنه يتألم فسألته:"أليس عليك التوقف، لقد أعطيته الكثير من الدماء إذا كان بحاجة للمزيد سأعطيه من خاصتي".

عقد حاجبيه بغضب:"ماذا تفعلين؟ بالطبع لا".
أمسك مارك بفك أليكس يحاول نزع معصمه، بعدها بدقائق بدأ أليكس بالعودة لوعيه، سألته بلهفة عن كارين، رمقني بعبوس للحظات قبل أن يقف فورا:"ابن اللعين ميرفي لقد اختطفها".
ما أنا خائفة منه قد حصل.

وضع مارك يده على كتفي:"اهدئي، لا أعتقد أن هدفه إيذاءها، يريد إخبارها بحقيقتنا كوسيلة ضغط، بالرغم من هذا سننقذها بأسرع ما يمكننا".

"بالطبع، سأنقذها وأقتله بيدي هاتين". تمتمت بهدوء محاولة إقناع نفسي.
رأيت قبضة مارك تتكور بينما زفر بضيق سائلا أليكس إن كان قادرا على تقفي رائحتها لتحديد موقعها.
لماذا أشعر أن أليكس غريب؟ بل ليس أليكس المعتاد، ربما لأن كارين بخطر.

تحركت السيارة بنا وأليكس يقود تابعا رائحة كارين، مارك يعلم مجموعتنا بالتفاصيل عبر الهاتف، وأنا مشغولة بأفكار سوداوية، إن كان الأمر مقتصرا على إخبارها بأمرهم لا مانع لدي، سأحميها من ماركوس بأي ثمن، لكن هل حقا لن يؤذيها؟ أنا أعلم طباع ميرفي، دون أدنى شك لديه خطة ما، ربما يريد رد الإهانة لي ويحصل على انتقامه، ماذا أفعل؟
لقد كانت تتنزه مع أليكس حين أطلقوا النار عليه واختطتفوها، لم يأبه لأمر أن أليكس قد يموت، هو لا ينوي خيرا حقا...
أفاقني صوت مارك يشير لمنزل أمامنا، وقد عرفته، هنا حيث احتجزني ميرفي سابقا.
"لا بد أنهم بالداخل".

أليكس أراد الدخول بهمجية لكن أوقفه مارك:"مجموعتنا وصلت بالفعل، دعنا نتفق على خطة، سندخل كلنا دفعة واحدة، استغل قوتك الٱن لتأخذ كارين وترحل سريعا، أنا نحن سنهتم بحمايتكما".
ثم حول نظره نحوي:"الوضع خطير لكِ".

BLODREINA | بلودريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن