ابتلع المحقق إيريك بوبوڤ حبة حلوى نعناع بعد أنهى سيجارته الثانية وسحق العقب تحت حذائه ذا النعل السميك يستدير لتأمل المشهد خلفه.
كان الصراخ يجعل صداعاً متوقعاً يطرق رأسه بحدة متصاعدة، وبرودة الجو لم تكن تساعد على جعل التأثير أقل قسوة.
في مرحلة ما بدأ صراخ المرأة المحاطة بثلاث رجال في الخلف يحاولون منعها من الوصول للجثة فوق النقّالة يجعله عصبياً ومتوتراً لحد أراد أن يصرخ هو أيضاً معها، أو عليها، لا يعلم فعلاً..لكنها فقط تفقده رشده ببطء.في الخلف، أمام المنزل الصغير المكون من طابقين على أطراف مدينة أبدولينو كانت سيارتي شرطة وسيارة إسعاف متوقفين أمام المبنى الصغير. وأمام الدرجات الأمامية كانت المرأة الهستيرية التي كانت تحاول التملص من قبضات الضابطين والمسعف الذين كانوا يحاولون جميعاً إبقائها بعيداً عن الجثة داخل سيارة الإسعاف التي لا يزال بابها الخلفي مفتوحاً.
لم يعلم إيريك من تكون المرأة، لأنها لم تكن في حالة ذهنية تسمح لها بإجابة أي سؤال أو حتى البدء بالتصرف كإنسان متحضر عوضاً عن كتلة التوحش المحمومة التي كانت عليها الآن حتى أن ثلاث رجال جيدي البنية كانوا بالكاد قادرين على إبقائها في مكانها.
حسب البلاغ الذي تلقته الشرطة من الجيران الذين قالوا أنهم سمعوا المرأة تصرخ وتبكي من داخل المنزل على شخص ما، أو لأجل شخص ما كما اتضح لاحقاً بعد أن أبلغ الجيران الشرطة التي بدورها طلبت سيارة إسعاف لنقل الجثة.
شعر إيريك بالمرارة ترتفع لحلقه عندما تذكر ما رآه عندما كسر الباب مع شريكه ودخل المنزل لأن صراخ المرأة لم يتوقف والباب لم يفتح عندما حاول أن يطلب منها أن تفتحه.
كانت الجثة ملقية في منتصف المنزل، الكثير من الدماء التي بدأت في التخثر حول الضحية الذي لم يبدو أنه قد بلغ العشرين بعد بالنظر لكم بدا يافعاً..كان شريانه السباتي ونصف عنقه مقطوعاً، والقطعة البلاستيكية الصلبة المجززة لاتزال في يده. لم يسبق للمحقق أن رأى شيئاً بهذه الوحشية، ولوهلة شعر بمحتويات معدته تصعد لحلقه بينما يحدق للجلد الممزق.
لمَ قد يذبح أي شخص نفسه بتلك الوحشية! ومراهق صغير فوق كل شيء.
لماذا كان الفتى يائساً لهذا الحد؟ لمَ لم يقطع شرايين معصميه؟ لمَ فعل شيئاً بهذه القسوة ضد نفسه؟
لم يفهم إيريك مطلقاً كيف يستطيع أي شخص فعل ذلك. كيف يكون أي شخص يائساً للموت حد أن يكسر قطعة بلاستيك عشوائية ويجز عنقه بها.
كان من الواضح أنه إنتحار، لا قضية في الموضوع، لكن ما كان يزعجه فعلاً هو طريقة الإنتحار، ثم رد الفعل العنيف والمبالغ فيه من المرأة التي لا أحد يعلم من هى بعد، فقط حقيقة أنها تقيم في نفس المنزل مع الضحية.
شيء ما كان مريضاً ومثيراً للغثيان في هذا كله، ولم يرد إيريك أي شيء سوى العودة لمنزله ونسيان كل شيء رآه وسمعه خلال الساعتين الماضيتين.
إنتحار.
أغلقت القضية.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...