- ياروسلاڤ سيأتي اليوم.
لمرة، كان أربعتهم جالسين حول وجبة فطور يوم إجازة لم يرد نصفهم أن يستيقظ لها. لذا عندما أعلن رومان ذلك لم يلتفت إليه إلا ڤانيا الذي غلب فضوله نعاسه وقتامة مزاجه.
- وذلك يكون؟
- بديلك.
وحدجه نظرة لم يتنازل عنها حتى انفرجت شفتي ڤانيا عن رد لا يحمل أي قليل من الإكتراث.
- مثير للإهتمام.
لكنه لم يكن كذلك، وكانت تلك إضافة للقائمة التي عنونها رومان بـ"أشياء تجعل ڤانيا غير موثوق/خطير/ بغيض"
- قال متى؟
كوستيا سأل حول قضمة الخبز التي لم يكن حتى يملك الطاقة لمضغها. بعد أسبوع طويل من قضاء قرابة الستة عشر ساعة خارج البيت ما بين الجامعة والعمل، كان هذا آتياً في يوم الإجازة الوحيد ليفسده. ألقى نظرة على إيرا، يتمنى لنصف ثانية لو كان يملك هو الآخر رفاهية حبس نفسه في غرفته وتجاهل كل أقارب أمه المتضايفين مع عذر جاهز دائماً.
لكنها لم تكن حتى في وعيها. تطعن ألف ثقب في صفار البيضة نصف الناضج وعينيها خارج التغطية، لم تسمع حتى ما قيل الآن. إن سألها فستقول مناقشة كرة قدم.- في المساء، لم يحدد ساعة، ديمتيري سيقابله أولاً ثم يوصله إلى هنا.
ذلك ضاعف سوء مزاجه، لكن رومان لم ينتبه وڤانيا لا يكترث..
لم يكن بإمكانه أن يمنع مجيء الأخ الأكبر للبيت الذي كان يوم طردهِ منه أحد أسعد أيامه..لذا النوم. كان هذا أيضاً ما ستفعله إيرا التي انتقلت من صفار البيضة لقطعة الجبن الأصفر، تنقش ما يصوره خياله المعطوب عين إنسان.
- ماذا عن أخوك الآخر؟ ما كان اسمه؟
كوستيا ابتسم، رومان كشر في وجه كليهما ثم تجاهل سؤال ڤانيا الذي بالتأكيد لم يكن أكثر من إثارة جدل. من لا يعرف أسماء إخوته!
كان ذلك ڤانيا..لكن أحداً لا يصدقه.
- أرتيوم قد يأتي.
كره رومان كل ذلك، الشجار واللكمة والقطيعة، وعندما نظر لكوستيا مبعثر الشعر والملابس، وجد عينيه باردتان ولا مباليتان. تجعلانه يغلق خاصتيه ويتنهد. يتمنى لو أن والده كان هنا..ليوقف الجميع عند حدودهم..ليمنع الأشياء من الحدوث..ليعيد لهم حياتهم.
****
كانت الساعة السابعة مساءاً، وكان رومان يشعر بالخيانة.
إيرا اختفت بعد الإفطار، وكوستيا لم يخرج من غرفته منذ ست ساعات. وذلك تركه وحيداً مع ڤانيا الذي وضع يداً على خده وظل صامتاً لساعة الآن، ينتظر هو ديميتري وياروسلاڤ، ولا يستطيع أن يخمن السبب الذي يجعل ڤانيا يبقى هو الآخر.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...