تنفسي!
لا أستطيع...
لماذا؟! هل قلت شيئاً؟ فعلت شيئاً؟..لماذا قد يقول شيئاً كهذا؟!
مهما حاولت التذكر، لم يكن هناك مرة واحدة وشيت فيها بأي شيء. ربما باستثناء سؤاله عن إن كانت ساشينكا تعرف، وهي إجابة لا يفترض بها أن تعني أي شيء..
مالذي حدث...
لقد مضى ثلاث عشرة سنة..لن يحصل على الفكرة من تلقاء نفسه..أحدهم قال شيئاً.
أو أنه عنى شيئاً آخر تماماً!
أحدهم قال شيئاً..ليس أمي. ولا أحد يعرف غير أمي..إن لم يكن أنا، ولم تكن أمي..إذن من كان؟!
نبض دماغي على صورة يدين مرتخيتان في كفي بعضهما. إحداهما مظللة والأخرى تشربت ضوء الغروب...
لكنه لم يعرف...؟
ماذا لو فعل؟ ليس بالضرورة ما حدث بالضبط لكن بشكل عام..ماذا لو أن هذا ما قاله لنيكولاي؟ أن أحدهم ـــــ
لكمت النافذة جواري بعنف. لم يكن أمامه إلا أن يوقف السيارة ليلتفت، لكن يدي التي كبحت فمي لم تكن لتحتمل أكثر. لحسن حظ كلانا كان جانب الطريق رملياً، حيث يمكنك دائمًا التصرف كقطة ودفن فعلتك ثم التبختر مبتعداً.
لقد حاول الإقتراب، لكني كل مرة شعرت به أقل بعداً كان الإندفاع خارج معدتي يتفاقم..لقد دفعته بكف في الهواء بعيداً كل مرة..معدتي تنقبض كل مرة حول الفراغ داخلها، أشعر كما لو كنت أتقيء روحي..وذلك لم يكن حتى ممكناً.
كان علي أن أتنفس. أن أوقف اللاشيء من الإندفاع خارجي لأني أفرغت عصارة معدتي التي كانت خالية بالفعل.
جلست على الأسفلت، أمسح فمي وأشعر بالمرارة تكاد تحرق لساني وأدفن فعلتي تحت كومة رمل بعصاتي وأضع حجراً كشاهد على ما كان.
رأيته بزاوية عيني يضع زجاجة ماء قربي. والمضمضة بماء نقي بعد اختبار طعم عصارتك المعوية الذي لم يكن أكثر الأشياء لذاذة كان نعيماً آمل أن الكثير لا يعرفه.
عندما نهضت أستخدم العصا كعكاز، لم أنظر إليه. لأكثر من سبب. ولو كنت أملك الخيار، لما ركبت السيارة مجدداً. لكن ذلك فقط كان ليجعل شكوكه أياً كان ماهي تتفاقم. لذا ركبت السيارة. وفتحت النافذة وألقيت رأسي خارجاً وأغلقت عيناي. احتاج هو دقيقة أو اثنتين قبل أن اسمع بابه يفتح. لم يقل أي كلمة بعدها. كان الصوت الوحيد صوت تدحرج الماء داخل الزجاجة في حضني، وصوت محرك السيارة، وعصف هواء المساء.
***
- لقد اتفقنا على مدينة الألعاب!
- لم نتفق على أي شيء! من أنت حتى!
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...