ما عنيته عندما قلت أني أريد أن أخرج..لم يكن بالتأكيد هذا.
دفع ڤانيا صينية الطعام أمامي كما لو كانت مهمته تنتهي هنا.
لم يكن دماغي يعمل جيداً..
هذا الطبيعي.
ربما بسبب الضجيج أو الإزدحام أو كم الطعام تحت أنفي.
كان المطعم قرب جامعة كوستيا.. نيكولاي وأمي أيضاً، لذا بالطبع كان مليئاً بعشرات الطلاب الذين هربوا من محاضرة نهاية النهار لتناول الطعام أو مروا لأخذ شيء معهم للبيت.
بعض هؤلاء في عمرنا..
الغثيان نهاية حلقي ارتفع قليلاً.
كانت طاولتنا ملاصقة للواجهة الزجاجية للمطعم، الأخيرة في الصف بينما خلفي أصيص عملاق به شيء أخضر يكسر حدة الحداثة الصناعية في المكان.
كان أغلب الناس حول طاولة الحساب التي وقف خلفها ثلاث موظفات على وشك البكاء أو الصراخ على الزبائن.
جو لطيف.
قلبت التي في رأسي عينيها وابتسامة سمجة التصقت بوجهي كقناع بلاستيكي. كان على الصينية كومة بطاطس مقلية بثلاث أشكال مختلفة، أربع علب من الصلصات متدرجة الألوان ما بين الأبيض والأحمر الدموي، وعلبتين نصف مغلقتين حوتا شطيرتين ملطختان بكم لم يكن قليلاً من الجبن السائل وأشياء أخرى..مطاعم الوجبات السريعة.
كان ڤانيا يسند ذراعاً إلي الطاولة وخداً إلى قبضته. كرسيه مائل بزاوية ليترك مساحة كافية له لينهض مبتعداً في أي لحظه..شيء كان يفعله دائماً في أي مكان يبقى فيه، يواجه المدخل ويترك أمامه فسحة تضمن له حركة سلسة وبلا عوائق في أي لحظة..
لماذا؟
من يعلم، دعي مشاكل الناس وشأنها.
دفعت الصينية لتكون بيننا، أبدأ أنا باستخدام أصابع البطاطس كأعواد اختبار للألوان المختلفة في الحاويات الصغيرة.
نحن بالتأكيد لم نخرج بما يكفي، نبدو كأنسان كهف!
لم أكن حتى أعرف مسميات هذه السؤال الكثيفة الملونة، آخر خبراتي في الحياة كانت تقف عند حدود الألوان الرئيسية..الأبيض، الأصفر، والأحمر. المايونيز، المستردة، والكاتشب.
لم أكن أحب الأصفر مطلقاً، لكني كنت أحب مزيج الأبيض والأحمر الذي كانت يارينا تستخدمه كعامل تليين ودمج في شطائر المدرسة التي كانت تعدها لنا.
لم يتحرك ڤانيا ولم يدر جسده تجاهي ولم يحرك رأسه عن مراقبة سير كل الناس حولنا بما في ذلك بعض الإناث اللآتي أبدين إعجابهن من بعيد دون أن يجرؤن على التحديق أطول من اللازم. وضعت أمامه العلبة المفتوحة لشطيرة الدجاج الملطخة ونقرت على الطاولة كما لو كنت أوزع المهام على فريق مكافحة تلطيخ شطائر أطعمة الوجبات السريعة.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...