Anonymous POV
«..واستنادًا إلى تحليل العلامات الجينية ومقارنة ملفات الحمض النووي بين الأب المزعوم والابن، تشير النتائج إلى احتمالية أبوة بنسبة [99.9٪]
ويدعم هذا الاحتمال بقوة الاستنتاج القائل بأن [نيكولاي بيتروڤ زايتسيڤ] هو الأب البيولوجي لـ[ڤانيا مينيسكي ڤولدوڤ].»كانت المرة الكم هذه؟ فقدت العد بعد العاشرة.
كان هذا هو الشيء الوحيد الذي فعلته طوال الثلاث أيام الماضية. مستلقية على سريرها، لاصقة طبية تغطي عينها اليمنى، وهاتفها في يدها مفتوح على رسالة المشفى الذي كانت قد زودتهم برقمها وبريدها الإلكتروني ليرسلوا النتائج مباشرة لها. كان هناك نسخة ورقية أيضاً لا شك أنها وصلت تحت يدي نيكولاي بحلول هذا الوقت.
كان يفترض بذلك أن يغلق باباً ويفتح آخر. كان ڤانيا قطعاً وبلا أدنى شك ابن نيكولاي. الآن ربما أتى دور باب "كيف" الكثير من الأشياء. كيف لايزال حياً، كيف نجى من شيء حتّم على كل ڤانيا آخر في كل عالم مواز..إلخ. لكن لها، بدا أن كل الأبواب مفتحة حولها في نفس الوقت تتنازعها في كل الإتجاهات حتى لم تملك إلا أن تجلس مكانها وتبكي.
كان هذا الشيء الآخر الذي حافظت على فعله طوال الأيام الثلاثة الماضية. تنفجر فجأة في موجة بكاء محموم ثم تتذكر عينها المغطاة مع احتمالات لا نهائية كل واحد منها أسوء من الذي قبله فتجبر نفسها على التوقف إلا أنها تظل تزوم كقطة في المخاض أو أخرى تحتضر، أيهما كان المألوف لك.
مع ذلك. ولأنها إيرا، كانت طلبيتها من موقع التسوق الإلكتروني الذي كان لديها فيه قائمة رغبات تجاوزت الثلاثمائة منتج قد وصلت منذ الأمس. رقعة عين قراصنة سوداء مع أسنان قرش بيضاء مطبوعة على ظاهرها.
كان وجهها قد بدأ قبل يومين يتحول للبنفسجي. إشارة بسيطة لكم كان جلدها يحتضر وكم كان معدل شفاءها بطيئاً حد أن صفعتين كافيتان لتحويلها لنسخة محتضرة من أڤاتار جيمس كاميرون.
اليوم، وحسب كومة الرسائل المتكدسة في محادثة العائلة والمحادثات الشخصية مع كوستيا التي لم تفكر في الرد على أي منها، كان إخوتها سيجتمون مجدداً للجولة الثانية من تهشيم كل ما هو زجاجي في البيت وقطع ساعد آخر أو اثنين. نظراً للوضع الراهن، كان يفترض بها أن تبقى مكانها كفسيخة ميتة وتتجاهل الأمر برمته حتى تصبح قادرة جسدياً على فعل غير ذلك. لكن نيكولاي كان سيكون هناك. وبغض النظر عما كانت تشعر به تجاه نتيجة التحليل التي أصبح كل حرف منها محفوراً في ذهنها للأبد، فڤانيا أيضاً سيكون هناك. وهي أبداً، أبداً، لم تكن لتدعهم ينالون من ڤانيا..أبداً!
كان هناك الكثير من "أبداً" عندما حكت ذلك الجزء.
لذا كنصف عمياء نصف كسيحة نصف ميتة من الجوع، لملمت نفسها وأغلقت سحابها حتى ما فوق شفتيها وغطت رأسها وارتدت رقعة عينها ثم تسللت خارج غرفتها.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...