ماذا يفعل الإنسان عندما يدرك نفسه عالقاً في الوجود فجأة؟
إلى من يذهب؟ ماذا أوصله لهنا؟ من فعل به هذا؟
كان الجواب على السؤال الأخير بدهياً جداً..كان ذانك والداها الذان لم يؤجلا عمل ليلة ما قبل عشرين عاماً للغد.
لم تكن تشعر بساقيها ولا أذنيها ولا كم من الوقت مر عليها. في النهاية وجدت محطة حافلات مهجورة وجلست تحت مظلة نصف مكسورة يكسوها غبار الدهر وخيوط العنكبوت.
كانت قد سارت حتى توقفت قدماها عن الاستجابة لجهازها العصبي. ثم توقف جهازها العصبي عن الاستجابة لدماغها.. ثم بعد ساعات طِوال، توقف دماغها أخيراً عن العمل. أو هذا ما كانت تشعر به على الأقل.
Era POV
كم وقتاً مضى؟ ساعة أو قرن..لسبب ما؛ يبدو الزمن هلامياً أكثر من العادة. ينزلق ككتلة لزجة من أشياء ليس عليك معرفتها فوق سطح زجاجي. لا تستطيع أن تمسك به، ولا تستطيع حتى تقدير حجمه. تدور حوله ثم تتعثر في مرحلة ما، تنزلق داخله، يحيط بك، تحاول الفرار لكنك تظل عاجزاً كذبابة مريضة علقت في شباك عنكبوت. يبتلعك، ثم ينتهي كل شيء.
فلسفي جداً رغم ذلك لا يبدو منطقياً؟ أعلم..عقلي فقط يلقي نكتة. إضحك، لا تجعله يمسك بك واجماً. إنه يحب أن يجد الجميع نكاته مضحكة. حتى أنت.
بالحديث عنك..من أنت؟
أنا أذكرك، تحدثنا كثيراً، أنا حادثتك كثيراً، لكنك لم ترد علي أبداً..من كنت مجدداً؟
هل أنت حتى..موجود؟
- إنه كائن حي يا رفاق!
حقاً؟.. هذه أول مرة ترد علي!
أو..لا، هذا ليس أنت. فقط مجموعة من قطاع طرق ما قبل الفجر..أو بعده. هل تملك ساعة؟ الشيء الهلامي الذي ابتلعني ليس جيداً جداً في تحديد قدره في مختلف الأوقات. وأنا حقاً لست جيدة في قرآءة السماء.
الشيء الوحيد الذي كنت جيدة في قرآءته كان قصص الأطفال المصورة. أمي كانت تمزقهم دائماً. كانت تقول أن علي التوقف عن تضييع وقتي والتصرف كطفلة. كنت إنساناً كبيراً وقتها، في الثامنة. لذا توقفت عن قرآءة الكتب المصورة..وأي كتب أخرى قد تظن أمي أنها ليست مفيدة. كما ترى، لم أكن أريدها أن تغضب مني إن اكتشفت الأمر.
ماذا عن الازدحام؟
هل تحب الازدحام؟ لا؟
ولا أنا..خاصة عندما تصبح مركز إهتمام مجموعة لا تعرفها من البشر، يصبح ذلك خانقاً وغير آمن تماماً بمرور الوقت. لأنك لا تعلم متى سيصبحون تهديداً، عقلك لا يستطيع أن يقرر إن كان عليه إفراز المزيد من الأدرينالين أو إجبار غدتك النخامية على إفراز أكبر كم تستطيعه من الإندورفين.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...