After
All Lives Comes to an End
لقد كانت الخامسة ودقيقة. لم تنظر نتاليا إلى ساعة معصمها لتتأكد. لم تحاول أيضاً أن للرجل على المقعد الوحيد في الغرفة بينما تنتظر مريضتها لتأخذ أدويتها.
لقد مضى أسبوع. لم يأتِ بعد ذلك اليوم الأول عندما اجتمع بهم المدير في مكتبه لأسبوع. لكنه فعل اليوم، منذ الفجر. حقاً..منذ الفجر. التقطت نتاليا كوب الماء من مريضة الغرفة ثلاثمائة وثلاثة عشر، وحملت حافظة الحبوب البلاستيكية التي أصبحت فارغة، وغادرت الغرفة.
لم تتحرك عن جلستها حتى بعد رحيل الممرضة بوقت طويل. متربعة فوق سريرها، تواجه الجدار العاري من أي شيء إنساني، تتأمل انعكاس الغروب عبر النافذة عليه، أصابعها متقاطعة كما ساقيها، ترخي مرفقين عظميين فوق القليل الباقي من عضلات فخذيها، ولا تتحرك.
كان هذا طقسهما منذ الصباح. منذ استيقظت على زقزقة العصافير الأولى لتجده يقابلها. جالساً فوق المقعد عند النافذة، يضع ساقاً فوق الأخرى ويسند دفتراً صغيراً لركبته، ويكتب.
ماذا كان يكتب؟ مالذي يمكن لأي إنسان أن يكتب وقت الفجر؟ ألم يكن ينام؟ كم ساعة مرت؟ لقد ظل هكذا، مقتطع من المشهد، كما لو كان خلف جدار خفي. يسير يومها كما سارت كل أيامها التي سبقته، تقودها الممرضة التي لم تتفاعل مع الرجل الوحيد في الغرفة لتمشيتها الصباحية كما لو لم يكن موجوداً، ولفترة من النهار، كان عليها أن تتأكد أنه حقاً كان موجوداً، أنه لم يكن مجرد شبح لايراه غيرها، أنه ليس صورة تتوهمها. لقد أكلت وأخذت أدويتها ودخلت الحمام ثم أخذت أدويتها مرة أخرى ثم أكلت مجدداً ثم أخذت أدويتها مرة أخرى، وهو ظل هناك. لا يغير أي شيء. لا يقول أي شيء. ولا يتدخل في أي شيء. كمشاهد خلف زجاج مقاوم للكسر في حديقة حيوان.
وهي كانت الحيوان.
بعد وقت طويل، عندما بدأ الأصفر البرتقالي يتحول لبرتقالي محمر فوق الجدار أمامها، سمعت صوت الدفتر الصغير ينطبق. ثم سمعت حفيف الملابس حول حركته. ثم صوت طقطقة عظامه. ثم رأت ظله يمتد على السرير أمامها. مجرد شكل مظلم لا يوحي بأي شيء. لا يملك كل الأحياء نفس لون الدم، أو الجلد أو الشعر أو العينين، لكنهم على الأقل يملكون نفس لون الظل.
تحرك الظل أمامها. تسمع وقع الخطوات جوارها وتراقب الشكل المظلم ينزلق عن سريرها للأرض، بخفة وسلاسة وثنائية أبعاد لا يمكنها أن تمتلكها يومأ.
- تريدين الخروج.
شيء مثير للجدل بدأت تتعلمه عنه، هو أبداً لا يسأل. حتى عندما يستخدم كلمات استفاهمية لا تترك مجالاً للشك في نظر أي إنسان آخر، فهو لا يسأل حقاً. يتوقع الناس دائماً إجابات لأسئلتهم. لذا هم فضوليون. ينتظرون الإجابة ويهتمون لها. هو لا يفعل. هو لا يتوقع إجابة ولا ينتظرها. لأنه يعرفها. قبل حتى أن يتكلم..قبل أن يسأل، هو يعرف.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...