كان عائداً للتو من رد واحد من ديونه التي لا يعرف إن كان سيُعتق منها يوماً. لا أحد يفترض به أن يكون في البيت في هذه الساعة، مدبرة المنزل رحلت منذ ساعات وكلا الأخوين في الدوام. عندما سحب المفتاح من القفل وأغلق الباب خلفه، لم يستطع ألا يتجمد منتصف طريقه من المدخل لغرفته، يديه معلقتان عند مقدمة معطفه الذي كان على وشك خلعه لأن هناك إيرا معلقة بالدرابزين بينما قدميها كل واحدة في اتجاه وجسدها مسجي فوق الدرجات الرخامية..!
- إيرا..؟
لم تكن تتحرك، لكن يديها لم تفلتا القضبان المعدنية بعد، لذا على الأرجح لازالت حية. تقدم حتى صار عند قاعدة الدرج، على بُعد مد ذراع منها، لكنه لم يمد ذراعاً..
- إن كنتِ حية، إركلي.
لكنها تنهدت، تسحب نفساً عميقاً وتحرك قدميها كمن يحاول ألا يغرق حتى تمكنت أخيراً من جمع أجزاءها كلها في زاوية واحدة، تُجلس نفسها على درجة منتصف السلم وتعانق بذراعيها الدعامة المعدنية كما لو أن إعصاراً سيضربها في أي لحظة..على سلم البيت.
- ما كان ذلك؟
سألها، يكمل العملية المؤجلة في خلع معطفه دون أن يبتعد إنشاً عنها..ربما ينتظر الإعصار هو الآخر.
- لقد انزلقت.
نظر إلى قدميها اللتان بحجم كفيه..كانت ترتدي جورباً ساعد بالتأكيد في ذلك.
- لماذا؟
الناس تنزلق، صحيح..لكن الناس لا تنزلق في منتصف النهار حيث ضوء الصباح في كل مكان ليتعثروا، والناس لا تنزلق عن سلالم بيوتهم بما يكفي كي تتفسخ أطرافهم كل واحد في اتجاه.
- لم أرى الحافة.
طرف مرتين، لكنها لم ترى ذلك، رفع عينيه لبداية السلم وتسآءل..
- أي واحدة؟
- جميعهم.
حسناً..كان ذلك سيئاً.
كانت تنظر إلى قدميه، لكنها على الأغلب لم تكن ترى حتى شكل حذائه بوضوح.
- متى بدأ هذا؟
لا يتدحرج الناس على طول سلالمهم لأنهم فجأة يصبحون غير قادرين على رؤية حافة كل درجة.
- منذ فترة..هذه أول مرة يـ...
وحركت يدها تشير لكامل جسدها كما لو كانت لا تجد الوصف المناسب للحادثة.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...