ℭℌ:11

427 54 92
                                    

إنها الأوقات العصيبة. الأوقات العصيبة التي تجعله يفعل أشياء كان قد وعد نفسه مائة مرة ألا يفعلها.

ڤانيا لم يرد أن يضع نفسه في هذا الموقف مرة أخرى ما بقي حياً، لكن حياة في السجن لم تكن أيضاً شيئاً ينوي تركه يقضي على القليل الباقي من تلك الحياة.

لم يرد أن يفعل ذلك، حقاً! لكنه كان سيفعله على أي حال. لأن ذلك كان الخيار الوحيد الحقيقي أمامه.

الهاتف كان مضغوطاً لأذنه بقوة لا داعي لها، لكن التوتر والقلق وفرط الكورتيزول بالإضافة لقرابة العشرين ساعة متصلة دون نوم قضى منها عشر ساعات في سيارة تتحرك بتوسط مائة كيلومتراً في الساعة كان يجعل التحكم في جهازه الحركي مجهوداً لا داعي لبذله!

الرنين استمر حتى ظن أن أحداً لن يجيب، وقبل أن يترك الهاتف يسقط في حجره ويستسلم لخمس دقائق قبل أن يحاول مجدداً، فُتح الخط وكان بإمكانه أن يسمع الضوضاء الإستاتيكية المتقطعة قبل أن يأتيه صوت الرجل من الطرف الآخر.

  «أياً كان ما تريده، لا أستطيع تنفيذه لك.»

كان الصوت جاداً، لكن ڤانيا لم يكن يملك رفاهية أن يكون كيّساً في موقف كهذا. لذا تجاهل الترحيب غير المرحب وحشرج صوته خارج شفتيه دون تردد.

  - أحتاج عملية تنظيف، أياً كان المقابل.

التنهد على الطرف الآخر لم يكن إنزعاجاً بقدر ما كان قلة حيلة.

«لقد كنت محظوظاً كفاية لأنه تركك ترحل حياً..لكنك أيضاً تعلم انه ليس كريماً كفاية لتطلب منه خدمة ويعفو عنك بعدها!»

كان يعلم ذلك.

ممرضة مرت من أمامه مسرعة دون أن تلقي عليه نظرة، الصمت كان يعم الطابق في هذا الوقت المتأخر جداً أو الباكر جداً..لم يكن يعلم حقاً. الباب المغلق أمام وجهه لم يمنحه أي أفكار..أبيض وبلا تفاصيل، يحجب خلفه إيرا زايتسيڤ، يبقيها بعيداً عن العالم مؤقتاً.

كان باباً واحداً سهل الفتح وليس بتلك السماكة حتى، لكنه هنا والآن كان يشعر كما لو كان ذلك فاصلاً، ليس مجرد باب، بل فاصل بين عالمين لم يكن عليهما أن يلتقيا. والصوت المتباعد ضد أذنه أكد له ذلك.

لقد أخطأ نيكولاي عندما ظن أن لا بأس بإقحامه في شؤون أبنائه قليلي التربية. لكن نيكولاي لا يعرف، وكان خطأه هو أنه قَبل، وكان يعرف.

  - ليس عليه أن يعلم..لو أنك أردت، يمكنك أن تُتِم ذلك دون أن تدعه يعلم، هناك الكثير من الدرجات، ولا أحد يحتاج الصعود للسطح.

كان يعلم أنه يهذي تقريباً وأن التشبيه لم يكن حتى منطقياً لكنه يعلم أيضاً أنه كان محقاً.

تروڤيتش كان رجلاً قوياً، بالغ القوة في الواقع. لا أحد ينكر ذلك. لا أحد يملك الشجاعة الكافية أو اللامبالاة الكافية ليقول غير ذلك. لكن هذا بالضرورة أيضاً كان يعني أن إمبراطوريته كبيرة، وأتبارعه كُثر، ربما أكثر حتى من مجموع سكان دولة صغيرة. وشيء كعملية تنظيف لست جثث في حي فقير لمجموعة حثالة معظمهم ارتكبوا عدة جنايات سابقة لا يجب أن يكون شيئاً كبيراً كفاية ليعلم تروڤيتش عنه!

The WOMAN from the other Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن