ℭℌ:2

558 65 43
                                    

حدثني عن السير نائماً..أو لا تفعل، سنناقش ذلك لاحقاً.

هناك فتاة في سريري.

حلم كل ذكر خطى على سطح الكوكب منذ أن وجد آدم حواء رغم أنه لم يكن يملك سريراً..

حسناً..ربما باستثناء المثليين، أظن ذلك سيجعلهم يصرخون هلعاً إن وجدوا فتاة ما في سريرهم.

كل شيء في الغرفة لم يكن منطقياً - إضافة إلى الفتاة- لذا مجدداً، حدثني عن السير نائماً.

مشاعري حول الموقف كله كانت معطلة مؤقتاً، هناك الكثير من الخواء في الداخل، والوقوف طويلاً يجعل ربلتي ترتجفان، والفتاة فوق سريري تحكم يداً حول فمها وتحدق إلي بعينان بنيتان متسعتان لحد مؤلم. محدد العيون الذي تضعه يجعل أهدابها الداكنة أكثر سواداً. وبالنظر لطاولة الزينة ذات المرآة الدائرية المواجهة للسرير، فهي بالتأكيد تملك الكثير من مستحضرات التجميل. الفتيات، صحيح؟

الفتاة نفسها كانت صحية المظهر، شهرها البني مقصوص بطريقة احترافية، أطرافه تلمس كتفيها ولديها غرة تغطي كامل جبينها وتبلغ حاجبيها المرسومان بأناقة مثالية. ترتدي سروالاً وردي اللون بالكاد يبلغ منتصف فخذها وقطعة علوية بلا أكمام تلتصق بها كجلد ثان..مقزز.

تبدو كفتاة انستجرام.

لكن الشيء الذي كان أكثر إثارة للتقزز، كان وجهها..وجهها ممتلئ الخدين الذي كان وجهي مع خمس أضعاف الجمال.

لمَ كان هناك فتاة تشبهني في غرفتي التي ليست غرفتي في هذا الوقت من اليوم؟ ألا يمكننا إكمال ذلك لاحقاً؟ مثل..لا أعلم، ماذا عن الرابعة فجراً؟ أنا دائماً متيقظة كلياً في الرابعة فجراً.

ركبتاي ارتختا فجأة نتيجة الحمل الزائد وشعرت بجسدي يهوي فوق صندوق الكتب خلفي. والذي كان مؤلماً كركلة لأنني خسرت دهون مؤخرتي منذ وقت طويل..أو ربما لم يكن لدي دهون مؤخرة من الأساس. المهم..كان ذلك مؤلماً.

لكن الحركة أحدثت تأثيرها على الفتاة التي انتفضت فوق السرير، تتعثر للخلف وتسقط ثم تقف بسرعة لتمسك شيئاً ما من فوق خزانتها الجانبية توجهه نحوي كأداة دفاع..علّاقة ملابس!

كانت ترتجف مكانها كأرنب محاصر، عينيها تنظران للباب خلفي بتوسل وكأنه سيفتح فجأة ويدخل شخص ما لينقذها. كان ذلك مفهوماً بالطبع. من يستطيع أن يتصرف بمنطق بينما يدخل شخص غريب عليه الغرفة فجأة. لكنها كانت مجنونة تماماً عندما قذفت علّاقة الملابس تجاهي وصرخت فوق سعة رأتيها.

- أبي!

العلّاقة صدمت الجدار على بعد مترين مني ورأسي دار للحظة طويلة بعد صرختها. أذناي تطنان وجسدي تخدر لثوان. ولا أحد اقتحم الغرفة!

إما أن والدها لا يملك أذنين أو أن لا أحد في البيت. وهو شيء نعلم جميعنا أنه ليس صحيحاً لأن كوستيا ورومان على بعد عدة أبواب وحتى لو كانا نائمين في قبريهما فلا زالا سيسمعان تلك الصرخة.

The WOMAN from the other Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن