يارينا تكرهني.يمكن للأعمى رؤية ذلك دون أن يحاول حتى.
عيناها ظلتا بعيداً بينما تحمل صينية الطعام التي لم تمس وتنزل بها الدرج.
كان ذلك خطأ نيكولاي.
لقد أعتقد لسبب ما أن جعل يارينا تضع ثلاث وجبات مختلفة أمام عتبة بابي على مدار اليوم سيجعلني آكل أكثر.
وهي نظرية اتضح أنها صحيحة بقدر ما تكون قرآءة الطالع.
كان قد مر اسبوع بالفعل منذ أخبرتها أن تتوقف عن ذلك، لكنها لم تفعل. " أوامر والدك" كما قالت.
لذا ها هي ذي، في اليوم الثامن بعد رحيل نيكولاي ولازالت تضع الطعام أمام الباب لتأتي وتأخذه كما هو بعد عدة ساعات.
لم أردها حقاً أن تفعل ذلك..أن تبذل كل هذا المجهود بلا سبب. لكن على الأقل، كان نيكولاي يعوضها عن المجهود الزائد برفع أجرها عن السابق.
عندما نزلت الدرج بعدها بفترة، كان الألم في ساقي العرجاء قد خف لدرجة لم تعد تسبب العرج بعد الآن..لحسن الحظ. هل يمكنك أن تتخيل كيف ستجعل ساق عرجاء عمليات الهرب القادمة بطيئة ومميتة؟!
الساعة كانت السابعة مساءًا. وهو وقت مبكر جداً لأستيقظ فيه، مع ذلك لم يعد البقاء في السرير والتفكير في كل شيء ليس جيداً شيئاً محتملاً، لذا عوضاً عن ذلك نزلت لأسفل. أتجنب المطبخ كي لا أصطدم بالإنزعاج الذي أسببه ليارينا وعوضاً عن ذلك توجهت لغرفة المعيشة.
كان الضوء مغلقاً، والشاشة الكبيرة تعرض فلماً قديماً لكن الصوت كان مكتوماً، وعلى الأريكة المواجهة لها كان كوستيا مستلق بينما هاتفه بين يديه وأصابعه تتحرك بسرعة على الشاشة.
حدثني عن إهدار الكهرباء.
- مالذي تفعله؟
- أتشاجر.
ثم أوقف أصابعه ونزع الهاتف من أمام عينيه ليراني. كنت أرفع له حاجباً، لكن الظلام منعه بالتأكيد من رؤية ذلك.
- لازلتِ حية!
لدهشتي أنا.
- نوعاً ما.
إعتدل جالساً وأنا تراجعت للخلف متراً، مضربي ليس معي ويداي ثقيلتان في جيوبي.
كوستيا حدق إليّ لفترة تحت الألوان المتغيرة القادمة من الشاشة. عينيه كانتا مرهقتان، ولمحة التشتت فيهما جعلت عقدة مماثلة للتي بين حاجبيه تربط جبيني.
- هل أنتَ بخير؟
- هل أنتِ بخير؟لم يرد، ولا أنا فعلت. أطلق زفرة قصيرة، ثم استدار ليجلس معتدلاً، يديه مرخيتان بين ركبتيه ورأسه ترنح لأسفل.
لمَ كان ذلك؟
تنهدت أنا أيضاً، ووجدت نفسي أدور حول الأريكة لأجلس فوق ذراعها البعيد عنه، عيناي تنظران للمشاهد المتسارعة فوق الشاشة دون أن تريا أي شيء.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...