ℭℌ:5

496 71 66
                                    


ڤانيا.

اسم محرم أكثر من هتلر وموسوليني وأي مجرم حرب آخر تحب أن تضيفه للقائمة.

ڤانيا..

من الظريف كيف أننا لم نعلم في الواقع أنه 'هو' وليس 'هي' عندما عرفنا الاسم أول مرة حتى انفجر نيكولاي في وجوهنا بعد أن أغرقناه بالإتهامات والأسئلة يخبرنا أنه لا يريد أن يسمع كلمة أخرى بشأنه، مستخدماً صيغة المذكر!

لقد كانت صدفة بحتة، في اليوم السابق لسفر نيكولاي وساشينكا إلى مؤتمر علمي في مكان ما في فرنسا قبل عشر سنوات.

كان نيكولاي يجمع أوراقه البحثية التي يريد أخذها معه، يفتح خزنته الخاصة المخفية خلف صف من الكتب التي لا يريد أحد أن يقترب مسافة ثلاثة أمتار منها في المكتبة، يأخذ أوراقه ويترك الباب المعدني المربع مفتوحاً لدقيقة، ولسبب ما وجد ديميتري نفسه هناك..مراهق منزعج من والده ويبحث عن أزرار تفجيره لكتلة من الغضب وقلة الحيلة.

لكنه بالتأكيد لم يكن ينوي أن يجد شهادة ميلاد غير موثقة لشخص ما يدعى ڤانيا نيكولاي زايتسيڤ.

كنا جميعاً أطفالاً وقتها، بما فينا ديميتري وأرتيوم، وجميعنا إفترضنا الإحتمال المنطقي الوحيد لوجود تلك الورقة في المكان الأكثر أماناً في المنزل دون أن يعلم أحد بشأنها..

ديميتري لم يحتفظ باستنتاجاته لنفسه بالطبع، لقد أمسك الورقة وأقام فضيحة في المنزل متهماً نيكولاي بكل شيء سيء يمكن أن يفكر فيه، بدأ من خيانته لشاسينكا إنتهاء بكونه بيدوفيلياً!

والآن، بينما تعيد الذكرى نفسها بوضوح لأول مرة منذ وقت طويل جداً، أتذكر كيف كان وجه نيكولاي بينما يحاول إستعادة الورقة من بين يدي ديميتري الذي تجول في البيت مهدداً بتقطيعها بينما يستمر بإلقاء تهم لم أكن أفهم نصفها وقتها..أتذكر الخوف في عينيه المتسعتين ويديه اللتان تحاولان إنقاذ الورقة وكأنها شيء حي..ضعيف وهش وغالي جداً.

لقد شق ديميتري الورقة بالفعل قبل أن يقبض نيكولاي على يده بقوة ربما جذعتها وينقذ الورقة من بين يديه.

بعد ذلك بشهرين طُرد ديميتري لأنه قرر أن يدخل كلية الطب.

لكن في مكان ما داخل عقلي اللاواعي، كنت أعلم أن ذلك كان إنتقام نيكولاي منه، ليس لأجل قائمة التهم والإهانات، بل لأجل الورقة..

الورقة التي حملت اسماً لم نعلم من صاحبه، الذي وعدنا نيكولاي أننا لن نعلم أبداً من صاحبه.

والآن، هنا حول طاولة المطبخ ومع الفجر يكاد يبلغ السماء..كان نيكولاي يرسل لنا الاسم على الورقة لينقذنا من ملاحقة قضائية متوقعة.

.
.

- لقد أخبرتِه.

شيء ما بشأن الهمسة الخافتة القادمة من رومان جعلني أنتزع عيناي عن سطح الشاشة الساكن إليه، والمشاعر التي غطت وجهه كانت صادمة للحظة قبل أن يشيح هو عينيه وينهض شبه راكض للأعلى!

The WOMAN from the other Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن