كان بيتاً على حدود الغابة.
بيت مشؤوم وحيد وبعيد عن كل بيوت البلدة متناهية الصغر على أطراف غابات أقصى الغرب الروسي.
بيت سكنته إمرأة وحيدة، وشبح لم يره أحد يوماً تقريباً، بقي في قبوها.
في بلدة لم يجهل فيها شخص كم دجاجة تبيض في عشش الباحات الخلفية لجيرانه، لم يحب أحد المرأة التي أتت صباح يوم ما لتعيش وحيدة في المنزل البعيد ما بعد النهر عند الغابة.
إمرأة لا تخرج للسوق كل يوم، لا تأني دجاجة ولا تطعم هرة ولا تتبرع بجزء من مدخراتها لتعويض جزار القرية عن قطيعه الذي قفز عن الجرف عندما كان يرعى أعلى التلة. إمرأة أتت في ليلة يوم ما قبل ثلاثة أشهر وسكنت البيت المهجور للطبيب الوحيد في القرية الذي وجدوه صباح يوم بعيد معلقاً في سقف غرفة نومه.
إمرأة لم تبذل جهداً لتندمج في المجتمع الذي حكم عليها منذ رأى الدخان يغادر مدخنتها أول مرة أنها غريب يجب ألا ينتمي إليهم.
من كانت؟ قالت للعجوز كوزين في أول مرة اشترت منها البيض أنها أتت من الشمال. لماذا؟ لأسباب لم تقل عنها سوى أنها عائلية. ما اسمها؟
مادينا.
لم كانت وحدها في هذا المكان البعيد عن الحضارة في هذا السن الذي بدا يافعاً؟ كانت قد حشرت الورقات النقدية في كف المرأة الفضولية وولت هاربة قبل أن تسألها السؤال.
***
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...