After
One thing can happen in an infinite number of ways
ـــــــــــ
تمام السادسة مساءاً. أخفضت نتاليا يدها وأعادت عينيها للرجل المتأنق الذي كان مدير مشفاهم.
ألقت نظرة من طرف عينيها إلى رئيس قسم العلاج النفسي الذي وقف جوارها..ليس جيداً. كان من الواضح أنه يتمالك بالكاد نفسه. لكن هنا، في هذا الطابق الإداري، كانت كلمة الرجل الأصلع الأنيق هي القانون.
- لذا أيها السادة، أتوقع صفراً من المشاكل بينما نواكب هذا الوضع الجديد.
أنهى المدير الإجتماع الصغير غير المجدول بإيماءة من رأسه.
تراجعت نتاليا خطوة لتفسح الطريق لرئيسي قسمي العلاج النفسي والطب النفسي ليغادرا، تتبعهما دون أن تغفل إلقاء نظرة أخيرة على الرجل الآخر في الغرفة. الرجل الذي أدار سياسة هذا المكان الذي بقيت لعشرات السنين على عقبها في أقل من ساعة. من كان؟ لماذا كان؟ لم يكن لديها فكرة.
- ممرضة بروسوڤ.
استوقفها صوت المدير فقط قبل أن تغلق الباب.
- تفضل.
- لا داعي لإخبار المريضة بأي شيء، سيتولى السيد هيلستروم هنا الأمر.
- ..بالطبع.
أرتدت نتاليا خارج الغرفة كرصاصة، تلحق بالمصعد مباشرة قبل أن يغلق بابيه على الطبيبين اللذين سبقاها. ما إن أقفلت الأبواب، حتى هوت قبضة رئيس قسم العلاج النفسي على الجدار المعدني للمصعد. تنهدت المرأة والطبيب الآخر، لكن أحداً لم يحاول التطرق لذلك الحديث. الحديث عن شاب ليس أعمر من منتصف العشرين، أتى ليقول أن كل الساعات ما بين مواعيد الزيارة لمريضة الغرفة ثلاثمائة وثلاثة عشر قد أصبحت تحت تصرفه منذ اليوم. ووفق ما تأكد المدير أن يشرح لهم، فهذا يشمل مغادرتها المشفى خلال تلك الساعات كذلك.
مابين الخامسة مساءاً إلى التاسعة صباحاً. ستة عشرة ساعة. كان ذلك كثيراً.
ما كان يشغلها حقاً، هو لماذا؟! لم يتكبد أي أحد مسؤولية كتلك؟ ألم يكن الأسهل المطالبة بإخراجها من المشفى؟ هو لم يكن فرداً من العائلة قدر علمها. لم يكن طبيباً أيضاً، لم يكن روسياً كذلك. لكن المدير وافق. رغم كل شيء. وهنا حيث تنتهي كل صلاحياتها الإعتراضية. كل صلاحياتهم جميعاً الإعتراضية. غادرت المصعد قبل الرجلين الذين كان أحدهما أكثر غضباً من الآخر لأسباب منطقية تماماً، وهرولت لغرفة استراحة الممرضات. لحسن حظها، لم يكن اليوم مناوبة مبيت.
***
عرفت أنه حلم. ليس لأنه كان خيالياً جداً، لكن لأنه كان أبشع من أن تقبله كحقيقة. لذا قد كان حلماً. ستبقيه حلماً. إلا أنها عندما كسر ضوء الغروب البرتقالي التحام جفنيها، أدركت أنها لن تحتاج ذلك القتال لإبقاء الحقيقة وهماً تحت أي ظرف. لقد كان مجرد حلم.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystère / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...