لم يكن هناك بطاقات أسعار. قطب رومان وجمع يديه أمام فمه يدعي التفكير العميق في الخيارات المتاحة أمامه في متجر ماركة الساعات السويسرية التي لم يكن قد سمع بها من قبل. على الأغلب لأن حياة التشرد التي عاشها حتى الآن لم تسمح له بذلك. لكنه في الواقع كان يتسآئل عن الأسعار. كيف له أن يختار دون أن يعرف فداحة خياره؟!
رفع عينيه لوالده على الأريكة المخملية المقابلة، يرى الرجل مسترخ كما لو كان في مكتبته، يقلب صفحات ألبوم صور الإصدارت دون إهتمام كما لو كان هذا ما ظل يفعله طوال النصف قرن الماضي.
- إذن، سيدي. هل استقر رأيك على قطعة بعد؟
الموظف المهندم جداً، مضبوط النبرات جداً، بابتسامة مثالية جداً، اقترب أخيراً بعد تركه لربع ساعة أو يزيد أمام مجموعة من عشرين ساعة مابين كلاسيكية ورياضية يتسآئل بتهذيب إن كان سيأخذ عمولته منه الليلة أم لا.
أغلق نيكولاي أمامه الألبوم ووضعه جانباً، يعتدل في جلسته ويقترب من حافة الأريكة ليراقب المجموعة فوق الطاولة بين الأريكتين.
- إن كنت تكره الأساور المعدنية تماماً فيمكننا إلغاء أولئك.
وأشار تجاه الموظف بيده دون أن يرفع عينيه إليه، كما لو كان الأميرة فرانسيس وهذا خادمها المطيع. لكن رومان لم يعلق، يرفع يده ليخبر الرجل بكلمة واحدة أن يتراجع.
- ليس حقاً. هذه تبدو جيدة.
وأمسك حامل ساعة فضية اللون مع قرص أسود وإطارات كرونوغراف ذهبية.
- إختيار ممتاز سيدي.
علق الموظف ما إن أنهى رومان جملته.
بالطبع. فكر رومان، ماذا كان بإمكان الرجل أن يقول غير ذلك؟!
- إنها ساعة مميزة. بهيكل من الفضة الإيطالية، تحتوي على كرونوغراف، تقويم، وزجاج ياقوتي غير قابل للخدش. كما أنها مضادة للماء والغبار، وتشحن عن طريق حركة اليد إضافة للبطاريات. لديك ذوق جيد.
وهنا عندما أدرك رومان أنها كانت الساعة الأغلى في المجموعة كلها.
فتح فمه ليعترض. يكاد يمد يده ليعيد الحامل مكانه، إلا أن إشارة واحدة من نيكولاي في الجهة المقابلة للرجل جعلته يجمع باقي الساعات بحماس.
- سنأخذها.
- بالطبع سيدي.
اختفى الرجل مع باقي الساعات كمارد مصباح.
نهض والده ينفض سترته بينما يدور حول الطاولة ليجلس على أطراف أصابعه أمامه. يسحب الحامل من يده يأخذ عنه الساعة ويلقيه فوق الطاولة خلفه. ألبسه والده الساعة في يده اليسرى، يقفل كبسولتها ويديرها ليتوسط قرصها ظاهر معصمه، ثم يلوي ذراع رومان أمامه ليلقي نظرة تقيمية قبل أن يومأ لنفسه.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Misterio / Suspensoإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...