ℭℌ:28

371 47 11
                                    

أحياناً أتسآءل..إن كان هذا غبائي وحدي، أو أنه حصيلة كل الغباء في البيت.

  لكنه نوعية ممتازة..عضوي مائة بالمائة.

لم استطع ان أقلب عيناي. ربما لألا أضيف خرَزة أخرى في عُقد إثباتات عتهي الدماغي..أو لأني كنت أخاف رد فعله..الأب الذي لا شك تمنى لو أنه لم يكن.

راكمت الشظايا فوق المنديل الوحيد على الطاولة، أغض طرفي عن نيكولاي الذي جلس أمامي كسجان يحرس زيارة قاتل الأطفال الوحيد في السجن من قِبل ابنة أخته التي في الرابعة..

    لكنكِ لن تكوني يوماً خالة أحدهم.

نعم. ربما فقط أكون العمة المجنونة التي لا تمنح أحضاناً ولا حلوى ولا عيديات.

أخرجت آخر شظية من كعب قدمي اليسرى، أضعها بالملقط الطبي فوق اخواتها، أمسح الدم عن الملقط في طرف المنديل المدمى وأضعه جانباً، أسحب المعقم والشاش وأبدأ بلفه حول الخدوش التي كانت في كل مكان. من المدهش كيف لا يحتاج الجرح أن يكون كبيراً ليسكب كل دمائك خارجه.

سمعت نيكولاي يزفر نفساً قوياً، آتسائل إن كان بسببي أو بسبب ڤانيا أو بسببنا جميعاً..

أعادت عين ذاكرتي التعبير الذي وجدته على وجهه عندما قاطعني على الدرج في طريقي إلى غرفتي..

- أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟

كان هذا ما سأله، لكن التي في رأسي قالت أنه كان في الواقع يود لو يهشم رأسي على حافة الدرج.

   فقط انظري إلى عينيه.

أجل..كانت تلك نظرة ربما لم يوجهها إلي يوماً..

   الآن فعل.

كان يريدني أن أترك ديميتري يعالج خدوشي، لكن التي في رأسي أوشكت تمزق وجهي لتخرج إليه..تقاتله أو تبكي له أو تعانقه..عندما أخبرته أني سأفعل ذلك بنفسي..تنظيف جراحي، رأيت عضلتي فكه تنتفخان حتى خيشت ما تحاولان العض عليه..غضبه؟ صراخه؟..بكاءه؟

هكذا وصلنا إلى هنا..أنا الجالسة على الطاولة الجدارية قرب المدخل أنظف كماً مثيراً لآلم الرقبة والأكتاف من الشظايا الزجاجية التي كان بعضها لا يُرى تقريباً لولا نظارتي، وهو الجالس قرابتي يحرس قدماي مني..

   لأنكِ المجنونة التي..

أجل، لأني المجنونة التي. أياً كان ما ستكمل به هذه الجملة، سيكون حقيقة بلا شك.

عندما أنهيت لف نفسي بالشاش واللاصق الطبي، أخفضت قدماي للأرض أسمع طقطقة ركبتاي عالية وحادة ومع القليل من الألم..

   الآن هذا ليس جيداً..

الآن كل شيء ليس جيداً، لكني لا أشتكي، لذا سأحب ألا تفعلي أيضاً.

The WOMAN from the other Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن