لا شيء يضاهي نزهة عائلية عصر يوم بارد. إسألني أنا. بغض النظر عن أنها لم تكن عائلية ولم تكن بالضبط نزهة. لكن على أي حال.
- إلي أين تذهبان؟
- لرميي من فوق جسر ما.
كوستيا ضحك، لكن نيكولاي لم يقدر النكتة.
داخل معطفي الأسود وتحت قلنسوتي الضخمة كنت أشعر بالبرد يتضاعف عوض أن يتلاشى.
ربما الدم هناك قد جف أخيراً.
أولن يكون ذلك سيئاً!
- أخبر أمك أننا ذهبنا لإجراء فحص دوري. هذا في حال سألت.
كان ذلك توجيه نيكولاي الوحيد قبل أن يتركنا ويخرج. نسمع صوت محرك سيارته يدور في المرآب ويعطيني كوستيا نظرة طويلة يقول فيها أشياء لم يرد التفوه بها.
كان يعرف أننا لسنا ذاهبين لإجراء فحص دوري. رغم أنها لم تكن كذبة تماماً. كان فقط فحصاً دورياً من نوع آخر.
في مقعد سيارة نيكولاي الخلفي كنت أنا ومعطفي وثلاثة ملفات علمية لأشياء لم أرد أن أكتسب شرف معرفتها نحاول الاسترخاء ونمارس تجاهل العالم.
الساعة الأولى مضت في صمت، هو كان يقود دون أن يفكر في شغل نفسه بأي شيء آخر، وأنا كنت أضيع الدقيقة تلو الأخرى بمشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة على كل منصات تضيع الوقت العالمية.
في الساعة الثانية بدأ يتحدث. أشياء ما بين السؤال عن إحتمالات جوعي أو عطشي، أو مدى تحفز غريزتي الإنفاقية عندما وصلنا لمنطقة باذخة المتاجر وتوكيلات العلامات التجارية العالمية.
- لم تخبريني بعد عن ذاك الملف.
وها نحن ذا.
لم يكن يقترح. كنت أنا من وضع الشرط سهل التحقيق ذاك. لقد استحققت أياً كان ما يتبع ذلك.
لكني لم أخبره ذلك. أنا ربما وربما لم أكن أمنحه المعاملة الصامتة الآن. لأنه كان يقودني كعنزة مجنونة في مقعد سيارته الخلفي للطبيب الذي يفترض أنه يستطيع معالجتها بعد أن كان قد وعدها أن لا مزيد من أطباء العنزات المجنونات. لكن على أي حال. ليس وكأن ذلك لم يكن متوقعاً.
الطريق كان طويلاً، بغض النظر عن دماغي الذي يفقد نفسه تحت وطأة الملل اللامتناهي، إلا أن الطريق كان طويلاً حقاً. طريق إلى مكان لا أعرفه ولم أسأل عنه لأني كما أخبرتك؛ أمارس الصمت العقابي. رغم أن ذلك لم يعاقب أحداً غيري أنا التي كنت في مرحلة القفز من النافذة خلال أقل من نصف ساعة أخرى.
في مرحلة ما أصبحت الملفات الثلاث وسادتي القاسية في هذا السجن الإنفرادي حيث كانت جريمتي الوحيدة أني بالغة الروعة. لا أظن أنني نمت، لكني كنت أشعر كما لو أرتد عقلي من عالم آخر عندما أوقف السيارة أخيراً في مرآب تحت الأرض كان بحجم قرية صغيرة.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...