لم يغيرها..رغم أنه كان يعلم.
رزم الأوراق في الداخل تضاعفت على مر الزمن.
الناس يشترون الخزنات ليخفوا أموالهم ومجوهراتهم وربما جوازات سفرهم المزورة. نيكولاي يشتري الخزنات ليخفي فيها ملفات أبحاثه بعيداً عن أيدي خمسة أطفال لم يكونوا ليتورعوا عن تحويلها لحفلة نتفات ثلج تخيلية.
كنت أعرف كلمة السر لسنوات الآن..وهو كان يعرف ذلك. في الواقع كان قد أمسك بي قيد الجرم مرة بالفعل. مع ذلك لم يغيرها!
ربما لأننا لم نعد أطفالاً بعد الآن.
لم تكن أبحاثه التي أمضى عشرات السنين يعمل عليها أهم ما هنا..لا، كانت تلك في الواقع الورقة الوحيدة نصف المشقوقة التي شقت حياتنا جميعاً معها إلى اليوم..
لم يكن هناك صورة. فقط الاسم، تاريخ الميلاد، مكان الميلاد، الجنس واسم الوالدين.
الاسم: ڤانيا.
الجنس: ذكر.
الأب: نيكولاي بيتروڤ زايتسيڤ.
الأم: مجهول.
مجهول..
نيكولاي لم يكن يعرف من هي أمه؟! كيف وجده إذن؟ أو ربما..هل كان ڤانيا متبنى؟ هل تبناه نيكولاي؟ لماذا؟
ما كان مثيراً للاهتمام حقاً كان تاريخ تحرير الوثيقة..الثامن والعشرين من نوفمبر..لسنة ألفين وسبعة. قبل ثلاثة عشرة سنة، خمس أشهر، وأربعة وعشرين يوماً.
******
Vanya
لقد كانت بعيدة لفترة طويلة..حد أني نسيت! وهي لم تكن لتتسامح مع ذلك.
الغثيان لم يكن حقيقياً..لقد كان ذكرى..فقط مجرد ذكرى، مع ذلك شعرت به كما لو كان يمزق وعيي وأنفاسي وجدار معدتي.
الغرفة كانت صامتة حداً بدا معه أن للجدران صوت، طقطقة منتظمة وخافتة. هناك بومة في الخارج تزوم، وكنت ممتناً لها على ذلك.
جلدي كان يوخزني، وصدري كان يضيق لدرجة منعت أنفاسي من المغادرة..
إنها ليست هنا!
لكن هذا بالضبط مالم أكن أشعره!
لقد كانت فوقي! يمكنني أن أشعر بثقلها..أشعر بلهثاتها بينما تحكم قبضتيها حول رأتيّ..تعتصر روحي حتى لا يبقى منها شيء.
إيرا! إيرا أوقفتها!
أحتاجني ذلك دقائق كثيرة لأدركه..
إيرا..أوقفتها؟
هل كان أي أحد على الإطلاق قادراً على إيقافها؟!
إيرا فعلت..
لم أكن أريد رؤيتها مجدداً الليلة..ولا في أي ليلة قريبة..في الواقع كان بإمكاني الرحيل، الآن..في هذه الساعة تماماً ولم يكن نيكولاي ليمنعني. لكني عوضاً عن ذلك اقتحمت عليها المكتبة!
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mistero / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...