ℭℌ:19

346 51 48
                                    

  - في يوم ما، سأريد ألا أفعل ذلك في كل الأوقات غير المناسبة.

أزاحت إيرا الهواء بيدها وتمتمت شيئاً لم يكن على الأغلب ذا معنى وأغلقت عينيها.

أحياناً..لا يجب عليك دخول غرفة نفسك في عالم موازٕ قبل العاشرة صباحاً.

كانت ستارة الشرفة خفيفة، وهذا ترك طيف النهار الذي بالكاد انبثق يضيء المكان قليلاً.

إيرا كانت لا تزال نائمة، ترتفع عن وسادتها لثانيتين عندما دخلتُ وتحدق إلي بعينان منتفختان قد تكونان مصابتان بدرجة من اللابؤرية قبل أن تعود للنوم مجدداً لأن وجودي هنا لم يكن بالتأكيد مدعاة لغير ذلك.

كانت الساعة الثامنة والنصف، في يوم دوام، وإن تطابق ما يكفي من التفاصيل مع إيرا الصائحة فذلك يجعلها طالبة جامعية في كلية الفنون..لكنها كانت نائمة، لذا..

لوحت المضرب فوق كتفي والتفت لأخرج، لكن قبضة يدي توقفت هناك فوق المقبض، ألقي نظرة أخيرة عليها عندما تشرنقت في أغطيتها حتى رأسها. عندها فقط لمحت شاشة الحاسوب التي كانت مفتوحة على موقع تواصل اجتماعي يستمر بالتحديث كل خمس ثوان.

كان الجميع يتحدث عن نفس الشيء تقريبًا، والذي كان موت شخص ما..شخص مشهور كما هو واضح. لكن المنشورات كانت تتداخل مع كل تحديث للصفحة، واستخلاص معلومة مفيدة من وسط كل تلك المئات من المنشورات لم يكن شيئاً أريد فعله الآن. لذا ذهبت لأبحث عن ما هو شائع حالياً في الموقع..وسواء صدقت ذلك أم لا، كان عنوان أول موضوع في القائمة هو "وزير الدفاع" والذي؛ بعد قرآءة الخبر الرسمي المنقول من جريدة برافدا، كان قد مات قبل ساعات قليلة بأزمة قلبية حادة "ومفاجأة" نظراً لأن حالته الصحية كانت ممتازة، وجار التحقيق فيما إذا كانت تلك عملية إغتيال.

لذا..هل يمنحك ذلك أية أفكار؟!

******

مساء ذلك اليوم، عاد ڤانيا.

لم يقل أي شيء، لم يفعل أي شيء..فقط دخل غرفته، ولم يخرج منها مجدداً.

  - إن خطوتِ في تلك الجهة..
 
ترك كوستيا التهديد معلقاً وغير منته، لكن ذلك لم يجعل اهتمامي بتلك الجهة يتلاشى أو يقل.

كنت أجلس على الدرج، أراقب ممر غرفة ڤانيا لأسباب كثيرة، لكن كوستيا لم يوافقي على أي منها..حتى لو لم أخبره بأيها.

لسوء حظه أو لضعف قدراته، عاد هو خالي الوفاض ورومان بالمزيد من التباعد..وهذا يضاعف مشاكلنا حتى مع عودة ڤانيا التي لا يعتبرها أحد شيئاً نرتاح له.

  - ربما لديه حبيبة أو شيء ما.

لم يعبر اقتراح كوستيا دماغي لحظة..ليس شيئاً حتى أستطيع تخيله حتى وهو يقترحه الآن.

تخيل ڤانيا في علاقة عاطفية ما لم يكن..واقعياً؟

ولا يتعلق الأمر بالضرورة بكونه قاتلاً منتحل هوية وعلى الأرجح هارب من سجن ما..هناك شيء آخر..شيء يتماهى في الزاوية خلفه ويتنكر، شيء لا يريد ڤانيا لأي أحد أن يراه..لكنه يصبح أحياناً الشيء الوحيد ليُرى..العنصر الوحيد في الصورة، مثل تلك المرة الأولى في المكتبة، ثم في المطبخ، وغرفته، والمكتبة مجدداً.

The WOMAN from the other Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن