ℭℌ:18

310 48 24
                                    

- وهذا يجعلك مغفلة.

أنهى كوستيا الشجار الصباحي باستنتاج القرن. يحمل هاتفه ومفاتيحه ولا يترك لي فرصة الدفاع عن عاطفتي لحيوانات الراكون التي تقلب حاويات القمامة رأساً على عقب كل ليلة قبل أن يغادر المطبخ ذاهباً لدوامه.

رومان غادر بالفعل دون أن يكلف نفسه المرور من هذه الناحية، لماذا؟ هذا شيء سيكون علي محاصرته في زاوية ضيقة لأعرفه.

  - هل سيأتي شقيقك أم أرفع الأطباق؟

يارينا كانت تتجنب قول اسمه لسبب ما..أعني باستثناء كونه مجهولاً ومريباً ويلصق نظارة سوداء فوق أنفه على مدار الساعة وبشكل عام يبدو مشكوكاً فيه..مالذي كان يقلقها منه؟!

  - لا أعلم حقاً..تريدن أن أتفقده؟
 
  - لا!
 
كما لو كان سيقضم رأسي إن خطوت تجاه عرينه. لديها وجهة نظر مع ذلك..بعد ما حدث قبل فجر اليوم، هو على الأغلب لا يريد حتى رؤية وجهي مجدداً لما بقي له هنا.

  - سأخرج للتسوق اليوم، تريدين أي شيء؟

يارينا سألت دون أن تلتفت لي، تجلي صحون الإفطار وتعطيني ظهرها، ولأنها كانت تعرفني جيداً، ربما أكثر حتى من أمي ذاتها، قاطعت اجابتي التي لم تغادر فمي حتى.

  - شيء آخر بالإضافة لعلب المخلل غير الحار؟

  - لا.. شكراً لك، يارينا.

ألقت علي نظرة متسائلة من طرف عينها، وأنا افتعلت ابتسامة لأغطي على العاطفة غير المقصودة التي شبّعت صوتي..

أحياناً..أولئك الأكثر إحساناً لنا، يكونون أي أحد إلا عائلتنا.

******

«كيف أنتِ؟»

هذا سؤال جيد بالطبع، لكنه يأتي دائماً مقدمة لآخرين ليسوا كذلك..دائماً!

  - بخير..لم أكن أفضل حالاً!

كان يسمع السخرية في صوتي، وربما بعض البرود الذي لم استطع أن أبقيه بعيداً لأجل كل المعاناة التي جعل يارينا تمر بها خلال الأسبوعين الماضيين..

كان هناك تنهيدة، ثم زفرة طويلة، وتخيله ينفث دخان سيجارة تحرق توتره وصحته جعل قبضة مؤلمة تلوي معدتي.

  - هل أصبحت تدخن الآن؟

«ربما..لمَ يهمك ذلك؟»

كان هذا دوره ليكون ساخراً وبارداً وقاسياً بدرجة ما أيضاً.

  - ماذا عن أمي؟ تشارك في تعجيل يُتمنا أيضاً؟

لم توقف حدة المرارة في فمي ابتسامتي عندما أطلق زفرة منزعجة هذه المرة.

«كانت تلك نفخة بخار في الهواء البارد، إيرا..لا أحد يحاول جعلك يتيمة!»

  - جيد.

The WOMAN from the other Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن