ℭℌ:44

211 38 23
                                    

بلا تعديل عشان النت هيفصل ⁦ಥ⁠‿⁠ಥ⁩

******

لقد استقيظت. رغم أنه فهم المعنى منذ اتصل به ياروسلاڤ قبل أكثر من أربعين دقيقة ليخبره ذلك بالضبط. إلا أنه لم يدركه حقاً حتى رآها بعينيه.

لقد استقيظت.

كان يقف أمام سريرها، إلى جواره ڤانيا، وفي نهاية الغرفة فوق السرير المنفرد الضيق جلس ابن اخت زوجته مهلهلاً لحد بدا واضحاً تماماً أنه لم ينم حقاً الليلة الماضية..وربما عدة ليال قبلها.

كانت مستيقظة..لكنها لم تبد كذلك. عينيها بالكاد مفتوحتان لا تهتزان بعيداً عن السقف البعيد، يديها العظميتان مرتخيتان جوار جسدها، مابين المحاليل وجهاز قياس النبض. لا شيء فيها..كان بخير.

لم ير ڤانيا عندما سحب مقعداً خلفه، لكنه لم يتردد في الجلوس عندما شعر بحافته خلف ركبتيه. لقد كان على الأقل مجهداً. لكنه لم يشعر إلا بالمزيد من القلق بينما ينظر لجانب وجهها الذي برزت عظامه حداً لم يره من قبل قط. لسبب ما، تلك الفكرة بالذات جلبت لذاكرته صور الملف الممزق. الصور الدامية واللاشبيه بأي شيء عرفه طوال حياته. كان ذلك وجهاً عظمياً مدمى آخر. بالضبط كما وجدها صباح يوم عطلة فوق أرضية مطبخه قبل شهر مضى.

كان صوت تلك الطبيبة يوم الحادث يتردد في أذنيه مرة بعد أخرى كشريط مكسور. لقد استقيظت. لكن ذلك لم يكن إلا البداية.

عندما رفع عينيه إلى ڤانيا الذي ظل جواره كجدار صامت ينتظر أن يميل عليه. هذا ما كانه طوال الأشهر الثلاثة الأخيرة..جدار لم يكن يريد حتى أن يتخيل مالذي كان ليحدث لو أنه لم يكن هناك. قريباً، قوياً، وقادراً.

لم يعلم حقاً مالذي كان يريده عندما نظر إليه، أو مالذي رآه ڤانيا في عينيه وجعله يستدير للرجل الآخر نهاية الغرفة، يشير له إشارة لم تحتج أي شرح بينما يغادر الاثنان الغرفة مغلقين الباب خلفهما. لم تكن ساشينكا في أي مكان قريب. لكنه لم يسأل. لم يكن يملك ذرة طاقة واحدة عدا تلك التي أبقته جالساً أمام السرير الذي كان عليه أن يقاتل جسدياً في كل مرة حاول أحدهم إبعاده عنه قبل أن تخذله قوته التي ظلت تتسرب خارجة يوم بعد آخر.

لم تكن الساعة قد بلغت العاشرة بعد، رائحة المحاليل والمعقمات كانت الشيء الوحيد الذي يمكن استنشاقه هنا. رائحة ستظل تذكره بها للأبد. كانت النافذة الوحيدة مغلقة. لكن أشعة الشمس التي أنارت الغرفة كادت تجعل التدفئة المركزية بلا داع في هذه الساعة الدافئة بشكل مفاجئ. لم تغادرها عيناه لحظة. ولولا أنه كان يسمع صوت جهاز مراقبة النبض فوق رأسه، لظن أنه عاد مجدداً لذلك النهار الذي وجد فيه عينيها المفتوحتان تحدقان للفراغ. لقد كان هذا ما تفعله الآن. تنظر للسقف كما لو كانت لا تراه. وخلال الدقائق التي جلسها هنا، لم يرها تطرف مرة.

The WOMAN from the other Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن