ℭℌ:13

520 57 62
                                    

الوقت يشفي كل شيء.

كان هذا ما يقوله الجميع، مع ذلك، بالنسبة له..لا شيء يمكن أن يكون أكثر زيفاً من هذا.

الوقت لم يشف أي شيء..في الواقع يبدو كل شيء أكثر  قتامة وسوءاً سنة عن الأخرى.

كم مضى من السنين؟ كانت الورقة في يده مصفرة الحواف، الحبر فيها بَهت ولا زال الاسم الذي اختاره في ثلاثة أيام فقط ثم وقف على رأس موظف السجل المدني ليتأكد من أنه لن يخطيء كتابته يحدق له في المنتصف تماماً..واضح كما كان يوم طُبع.

ڤانيا نيكولاي زايتسيڤ.

أعاد الورقة لظرفها، يضعه أسفل رزمة من ملفات أبحاثه غير المنشورة ويعيد إقفال الخزنة. يغطيها بمجموعة من أكبر الكتب حجماً في مكتبته ويتراجع للأريكة في الطرف الآخر.

العصا البلاستيكية التي تنتهي بكف صغير كانت هناك.

تأملها لدقيقة، يحملها بين أصابعه ويقلبها في كل جهة..

سابقاً، كان هناك ڤانيا..والآن، هنا إيرا.

وهو لم يستطع فعل شيء..لا سابقاً ولا الآن.

******

لم يرى كوستيا إيرا في حال أسوء مما كانت عليه هذا الصباح. في كل السنوات التي آخاها فيها..لم يسبق له رؤيتها منطفئة لهذا الحد.

حتى أثناء فترات نوباتها الإنهيارية المتكررة، كانت عدوانية، قلقة، وقحة..لكن ليست هكذا..كما لو كانت خاوية.

مالذي فعله بها ڤانيا؟ لماذا لا يقول نيكولاي أي شيء؟ لماذا لا يزال ڤانيا هنا؟

لم تكن علاقته بنيكولاي حميمية أبداً..فقط كما لو كانا قريبان يعيشان في بيت واحد، لا شيء عاطفي أكثر من اللازم، كان هو الابن الأوسط، اثنين أكبر منه وآخرين أصغر منه، لا شيء مميز. باستثناء أن نيكولاي كان يشتري له الكثير من الأشياء، ويدفع مصاريف دراسته كاملة، جامعته أيضاً، واشترى له سيارة ستصبح ملكه ما إن يتخرج -أشياء لم يكن أحدهم محظوظاً كفاية ليحصل عليها- وتلك كانت عملياً الخطوط العريضة لعلاقته مع والده.

لأنه لا يعرف نيكولاي..فلم يكن بإمكانه أن يخمن السبب الذي جعله لا يشق جمجمة ڤانيا فوق طاولة الطعام بيده العارية بعد ما حدث الليلة الماضية.

الأهم، هو لم يكن يعلم مالذي سيقوله أو يفعله عندما يقرر نيكولاي أخيراً لومه على ما حدث. لقد كان أكبر الثلاثة..كان عليه أن يتحمل مسؤوليتهما..لكنه لم يفعل، مرتين، وفي كلتا المرتين انتهى الأمر بالكثير من الأضرار. ونيكولاي لن يتسامح مع ذلك.

كان ينوي الصعود لغرفته، إن كان نيكولاي سيقتله على أي حال، فهو يفضل أن يفعل ذلك بينما هو نائم، أو على الأقل بعد كم كاف من النوم، ليس الآن قطعاً.

The WOMAN from the other Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن