الرنين انقطع بعد الرنة الثامنة دون إجابة..للمرة الثانية.
هي لن تجيب، حتى لو حاولت مرة أخرى.. أنا لست رومان، لست حتى كوستيا.
لذا أجل..هي لن تجيب، ربما تتحجج بالوقت المتأخر - والذي كان كذلك- كسبب لكونها لم ترد.لن تفكر في أن هناك طارئاً ما يستدعي الإتصال بها في هذا الوقت، لأنني إيرا منزوعة الطوارئ، أنا دائماً ملكة دراما.
رومان *وڤانيا* عادا قبل نصف ساعة، لا أعلم بعد أين ذهبا أو ماذا فعلا..بعد الحديث القصير وغير المنطقي مع إيرا الأخرى كنت في حاجة للتأكد من الكثير من الأشياء، أولها هو من هو الرجل في الأسفل والذي يدعي أنه ڤانيا؟
لأنه بالتأكيد ليس ڤانيا. إن كان هناك شيء واحد منطقي بشأن مسألة العوالم الموازية هذه كلها فهو أن كل ما يحدث في واحد من تلك العوالم يحدث في الباقي، لذا إن كان ڤانيا في عالم مواز قد انتحر قبل ثلاث عشرة سنة، إذن فهو قد فعل نفس الشيء هنا أيضاً.
هناك منتحل شخصية في منزلنا.
ولا نستطيع حتى إثبات ذلك لأن أمي تقرر سلفاً أن اتصالي بها لإخبارها ذلك يمكن تجاهله بلا مشكلة.
هل نيكولاي يملك أي فكرة عن هذا؟
كيف أمكنه أن يكون مهملاً حد ألا يتأكد من هوية الرجل الذي أرسله ليهتم بمشاكل ابنه الأصغر ويتركه يقيم معنا في نفس البيت؟هل أتقن ڤانيا المزيف تزيفه حد أن لا أحد شكك في الأمر أصلاً؟
قبل أن أملك الوقت لإعادة التفكير في الأمر، ضغطت أيقونة الإتصال جوار رقم نيكولاي وانتظرت بينما تردد الصوت الخافت للرنين من سماعة الهاتف فوق الطاولة.
لن يجيب.
لكن لا استطيع سوى أن آمل أني سأجد إجابة ما بطريقة ما فقط لأني أحاول!
رفعت يدي لأنهي المكالمة، الرنين على وشك الإنتهاء على كل حال، والوقت متأخر الآن في ألمانيا، ربما على وشك بلوغ الواحدة صباحاً..ولا شيء يجبره حقاً على الإجابة حتى لو كان مستيقظاً، ساشينكا سبقته في هذا.
لكن الخط فتح مباشرة قبل أن يهبط اصبعي على الشاشة التي تعد الثوان الآن بينما المكالمة متصلة، ومعدتي انقبضت فجأة عندما أدركت أنه حقاً أجاب المكالمة..لمَ أجاب المكالمة؟
" إيرا."
صوته أتى مبحوحاً وخافتاً، ولم أستطع ألا أسمع اسمي يخرج كتوبيخ منه..في النهاية أنا التي اتصلت به في وقت متأخر من الليل بينما هو لديه عدة ساعات فقط حتى يضطر للاستيقاظ ليوم عمل آخر في الخامسة فجراً أو شيء ما.
- لقد أيقظتك.
لم يكن سؤالاً..لقد أيقظته. ولو كنت مكانه لخنقتني الآن لأن لا شيء بشأن كون ڤانيا ليس ڤانيا يبدو سبباً مقنعاً كفاية لإيقاظ أي أحد في أنصاف الليالي.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...