ℭℌ:20

392 45 32
                                    




  - لماذا الڤانيات؟

  - ماذا؟

كان قد مر يومان منذ عاد، لا يغادر غرفته وأحياناً لا يغادر سريره. لم يكن بخير..وليس جسدياً فقط.

  - قلتِ أن كل الڤانيات انتحروا قبل ثلاثة عشر سنة..لماذا ڤانيات، وليس ڤانيا.

حسناً.. أليس سؤالاً جيداً!

أنهيت مسح سطح الطاولة التي لم تلمسها يارينا منذ أسابيع، وألقيت قماش التنظيف في العلبة عند قدمي.

كان قد أكل عينة لا تكفي طفلاً من طبقه، نظارته لا تفارق وجهه وظهره لا يفارق عارضة السرير.

  - لماذا اسمك في البطاقة مختلف؟

لم يجب.

وأنا حملت علبة المنظفات وخرجت.

******

في المطبخ كان الاثنان جالسين في ابعد طرفين عن بعضهما، ينظران لأطباق طعامها بصمت. عندما رأياني لم يتردد كوستيا في قذف جبهتي بسؤال لم أرد أن أجيبه.

  - كنتِ هناك مجدداً؟

لم يكن سؤالاً حقاً، كان فقط تأكيداً على أني فقدت عقلي.

  - إيرا—
 
  - مالذي حدث ذلك اليوم؟

بدأ كوستيا، ورومان قاطعه، الآن كان كوستيا يبدل نظرته المنزعجة منه إلى أخرى فضولية لي.

  - يوم غادرتِ..كنتِ وحدكِ في البيت..معه.

  - صحيح، لم تخبرينا يوماً لمَ وكيف خرجت.

أضاف كوستيا المزيد من الوحل للحفرة.

فتحت فمي لأقول شيئاً ما، لكن كوستيا رفع لي إصبعاً قبل أن يغادر الهواء حلقي.

  - لا هراء، إيرا.

كنت أقف في المنتصف، بين طرفين، أراهما ينظران إلي، يحملان الكثير من التساؤول والقلق..والإهتمام.

كنت أكرهني أحياناً، أحيان أخرى أريد فقط قتلي..وبعض المرات لا أستطيع ألا أشفق على نفسي..هذه كانت أحد تلك المرات.

  - كنت خائفة..لم تبد وقتها فكرة البقاء في غرفتي آمنة كفاية، لذا خرجت..فكرة غبية، أعلم.

قاطعت فكرة كوستيا قبل أن تغادر عينيه لفمه، أسمع نبض قلبي في أذني وأشعر به ضد أضلعي.

  - ذهبت لمنزل أرتيوم، لكن إمرأة ما قالت أنه ليس في المنزل..قالت أنها ستطلب الشرطة إن لم أرحل!

ضحكت على الغباء والسطحية وربما لأغطي أثر البكاء في صوتي. لكن أيهما لم يشاركني حس فكاهتي.

  - بعدها فقدت طريقي، ثم وجدني ڤانيا.

  - مما كنتي خائفة؟

كان السؤال المحموم من رومان، عيناه متسعتان أمام الكثير من التخمينات التي لم تكن صحيحة.

The WOMAN from the other Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن