أكان الظل دائماً مثيراً للاهتمام؟
أم أنه كذلك فقط عندما يُخلق من وجود أحدهم؟
لقد كان الشتاء. شتاء وسط روسيا الذي لم يكن مشمساً كالجنوب ولا متجمداً كالشمال. شتاء رمادي باهت الوجود لكنه لا يفشل أبداً في سحقك تحت وطأة غيومه المظلمة ورائحته الكابتة للأنفاس. لكن...
كان شتاء هذه المساحة المغلقة بجدارين حجريين وجداريين زجاجين مختلفاً. كان برتقالياً.
كانت سحب الغروب تتماوج ما بين الرمادي والبنفسجي والأحمر والبرتقالي. وكان آخر شعاع للشمس التي لم تعد في الأفق يتجاوز كل شيء ليستقر فوقه. هو الجالس فوق مقعده يقابلني كملك بلا مملكة فقد كل شيء ثم جلس على عرشه يتأمل كل خساراته. نصف وجه مضاء، نصف وجه مظلل..كم يمكن لذلك الفضي أن يتغير فقط بتباين الظل والنور!
لو كنتُ رساماً!
نعم. لو كنت رساماً...
- لماذا الرقعة.
كان تلك أول كلمات ترددت في هذه الغرفة التي لم تكن كأي واحدة أخرى منذ دخلتها. صوت جديد لم يكن مؤلوفاً ولم يكن متوقعاً. أليس ذلك غريباً؟ أن تسمع الصوت فتتخيل صاحبه أو أن تري الصاحب فتتخيل الصوت؟ لكن أياً من تخيلاتك لا تصبح صحيحة في كل الأحوال. إن كان علي أن أحدد إختلافاً واحداً بين التوقع والواقع؛ سيكون أن ذلك كان صوتاً أكثر طيبة مما توقعت.
لماذا الرقعة بالفعل.
- لا أعرف.
كان صوتي أنا غريباً. والألم في حنجرتي لم يكن متخيلاً. أكانت تلك بداية نزلة برد؟
- اخلعيها.
عندما أصبحت الرقعة في يدي كان عندما أدركت أن تلك اليد قد تحركت تحت إرادتها منفردة لتنفذ مطلبه. كان مطلباً أكثر من كونه أي شيء آخر. لأنه مجدداً، كان ذلك صوتاً طيباً بطريقته الخاصة.
كانت الأسنان المجززة الضاحكة في يدي تبتسم لي. ابتسامة شريرة جعلت جلدي ينكمش لأنني ربما لم أكن في مرحلة تقبل السلبية من اليوم.
كنت على أريكته الطويلة بلا حذاء متربعة مع وسادة كبيرة في كلا حجري وحضني. بينما جلس هو على مقعد منفرد مقابل كان بعيداً جداً. وكان ذلك يناسبه. أن يكون بعيداً جداً. ما بين الظل والنور. وحيداً.
- الضمادة.
ربما كنت أريد ذلك أيضاً. هذا ما قلته لنفسي تلك اللحظة بينما عملت يداي على نزع اللاصق دون نتف حاجبي معه. ربما كنت أنا أيضاً *أريد* أن أنزع تلك الضمادة بعد أكثر من عشرة أيام من لصقها كما لو كانت ستغطي كل شيء آخر وليس عيني فقط.
كان الضوء معمياً. بين عينين، إحداهما لم ترد إلا الظلام.
بينما أغطي عيني بيدي وأشعر بدموع الضوء تبلل كفي رفع هو يده ليحاكيني. لكن عوض أن يغطي عينه، رفع بأطراف أصابعه شعره عن جبينه فوق تلك العين نفسها، وكما لو كان ينتظر مني شيئاً، بادل نظرته ما بين عيني المكشوفة والتي لم تكن كذلك، يجعلني في النهاية أظهر عيني الدامعة وأرفع أطراف شعري المتكهرب حول رأسي عن جبيني فوق تلك العين.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
रहस्य / थ्रिलरإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...