- أعتذر..
لاقتحام غرفته؟ أو لأجل الصراخ في الخارج؟
لم يكن يأكل..ليس أكثر منه يعبث بنصفه من الطبق، يأكل أكل عصافير.
" كانت تطعمه كل يومين لألا يملك يوماً القوة ليكون أكثر من كومة عظام تحت قدميها"
أدرت عيناي بعيداً عنه. الصراخ في الخارج كان يتعاظم، يتداخل ولا ينتهي.
- أكانت فكرته؟
كان صوته خافتاً، آثار بحة غير مألوفة تلازمه، ولاتزال شوكته تتحرك عشوائياً كمن لا يرغب حقاً في أكل أي شيء.
- أكان ذلك الفيلم الدرامي فكرة والدكِ.
رفع وجهه إلي، لكني لم أرى سوى ظلال عدستيه تحت ضوء مصباح الشارع القادم من النافذة المغبرة.
- تريدني أن أقول نعم؟
رأيت حاجبيه ينعقدان، كما لو لم يكن يفهم لمَ قد يفعل، لكني لم أتماشى معه، أبادل عدستيه التحديق حتى أدار هو وجهه عني، تتلبسه هالة من النور الأزرق الذي ألقى ظلالاً على ما خلف نظارته..أرى عينيه خلف العدسات ساكنة رغم أن شيئاً حولنا لم يكن كذلك. لم يكن هذا السكون إلا حاجزاً يمنعه من الانفجار.
أجفلني عندما أدار عينيه إلي. يراقبني من زاوية عينه دون أن يدير وجهه، عينان لا تحملان أي تعابير حقودة، لكنها لا تحمل ما عكس ذلك أيضاً.
- لا أعرف.
كانت تلك إجابته، يعيد عينيه ليراقب العثات خلف الزجاج المغبش.
تلك كذبة أكاد أسمعها.
ربما..ماذا لو أنها ليست كذلك؟ ماذا لو أنه لا يملك حقاً تلك العلاقة التي نظنها نحن مع نيكولاي..
هل تملكين عينين أو أن العمى المبكر بدأ يسري فيهما! لا شيء في علاقة هذان الاثنان عادي. نيكولاي يهتم به أكثر مما يفعل بأيكم، وهذا لم يأتِ من اللامكان.
- أهي قاسية؟
تأملت قطعة الدجاج أمامي للحظة، ثم كان علي أن أرفع عيناي وأخبره أني لا أعرف عما يتحدث..حتى لو كانت تلك كذبة أخرى في هذه الليلة.
- تلك التي في رأسكِ.
حسناً..لم ينفع هذا.- لا.
أتساءل دائماً لمَ أنتِ غبية تماماً حداّ يجعل كل من هب ودب يرى خلال هذا الغباء.
- أحياناً.
فقط توقفي عن كونكِ حمارة كبيرة تخرّب كل شيء أينما حلت. تسمعين ما يحدث في الخارج؟!
- غالباً.
حشرت نصف الطبق في فمي كي لا أقول شيئاً آخر. وهو لم يعلق، تلقى ثلاث إجابات لسؤال واحد دون مشاكل.
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...