لقد أثلجت تلك الليلة. الشتاء رسمياً قد بدأ. ولأربعة أشهر آتية، لن أغادر البيت ولو للقبر. أو هذا ما صدقته وقتها. مثير للإهتمام إلى أي مدى كنت قريبة من الحافة دون أن أملك أي فكرة. كانت تلك نعمة الجهل متجلية في أعظم صورها. لكني -مجدداً- لم أكن أملك أي فكرة. بعد.
- في أي مناخ تريد أن تُدفن؟
لم ينظر إلي كما لو كنت مجنونة. كنتُ كذلك. لكنه لم يمانع ألا يعاملني لما كنت عليه.
- مكان يطل على شاطئ. حيث ضوضاء النوارس والناس على حد سواء.
لا تريد أن تكون وحيداً. حياً أو ميتاً.
أدرت رأسي للهب المدفأة وضغطت أصابعي المخدرة حول كوب الكاكاو المغلي دون أن أشعر بالحرارة تحت أناملي. في أي مناخ أريد أن أدفن؟
- أفترض أني أفضل مكاناً أكثر دفئاً. شيء ما في الجنوب. وليس بالضرورة في روسيا. أكثر جنوبية. أفريقيا ربما؟
ولا أكترث حقاً للضوضاء. لكني أفضل مكاناً يمكنني أن أنام فيه بسلام.
التكتكة الرتيبة لعقارب ساعة البندول إضافة لطقطقة الحطب كانا الشيء الوحيد الذي كسر السكون. في الثالثة والنصف بعد منتصف الليل، يمكنك أن تتفاجأ دائماً كم للعالم أن يكون صامتاً.
كان قد مضى ثلاثة أيام منذ الفندق. يومان منذ رأيت نيكو آخر مرة. وبقدر ما أعرف، فهو لم يعد للبيت منذ خرج صباح أول أمس لمقابلة صديق ما. يقول كوستيا أنه أرسل رسالة لأمي يقول أن عليه السفر لموسكو لمقابلة أحدهم. حسب آخر معلوماتنا جميعاً؛ ليس لنيكو أي معارف في موسكو، وحسب معلوماتنا أيضاً، ليس لنيكو أي أقارب أحياء. لذا لا يمكن لذلك الشخص أن يكون الكثير من الاحتمالات. وحسب ساشينكا، فهو على الأغلب إمرأة. حتى لو لن تقول ذلك قط. كانت أمي تعتقد أن نيكو يخونها منذ يومين مع شقراء من موسكو.
- كان اسمها مادينا.
كانت تلك أول مبادرة كلامية منه منذ سحبت كلينا إلى هنا أجبره على إعداد كوبي كاكاو وإشعال حطب المدفأة لأني لا أملك فكرة عن فعل أي منهما.
- لكني لم أعرف ذلك إلا بعد عشرين سنة.
لم يكن الوخز في بطني لأجل حقيقة أن أمه لم تتركه يعرف اسمها حتى بلغ العشرين. كان بسبب الكاكاو الساخن الذي لم أشربه بعد بالطبع.
- لم أدرك أن كل الناس يملكون آباءاً إلا عندما وجدني نيكولاي.
لذا..ربما لم يعرف أيضاً أنها كانت* أمه.*
- أكان يعرف؟
- لا.
- هذا ما يجيد فعله.لمَ قلت ذلك؟..حقاً! متى كانت تلك فكرة موجودة سهلة التعبير لتلك الدرجة؟
أنت تقرأ
The WOMAN from the other Side
Mystery / Thrillerإيرا زايتسيڤ ليست طبيعية، تعلم ذلك ولا تحاول تغيير تلك الحقيقة، تعيش حياة معكوسة ولا تتفاعل مع الكثير من البشر. دماغها لا يعمل بالضبط حسب الطريقة النمطية، لذا عندما فتحت باب غرفتها ظهر يوم إجازة إستعداداً للنوم لتجد نفسها تجلس على سريرها تحدق لها به...