ℭℌ:16

359 46 41
                                    


ألمانيا، ميونيخ.

رن الهاتف مرة، وعندما رأى نيكولاي اسم ڤانيا لم يتركه يرن لمرة ثانية.

  - مرحباً؟

« فقط أقول..» قال ڤانيا ما إن فُتح الخط، حتى قبل أن تصله تحية والده.

«أني نوعاً ما أدين لك باعتذار.»

رفع نيكولاي حاجباً على ذلك. متى كان ڤانيا يعترف بإخفاقاته الأخلاقية! حتى وهو لا يعلم مالذي يتحدث عنه الآن أصلاً، كان ذلك مريباً.

  - حسناً..إعتذر!
 
«لا أنا فقط أخبرك أني أدين لك باعتذار.»

لم يقاوم نيكولاي الضحك، وأخذ وقته في ذلك حتى عندما سمع التذمر الذي يكاد يكون طفولياً على الطرف الآخر.

  - كل شيء بخير في البيت؟

لم تحدثه إيرا منذ غادر، ولا حتى راسلته، وهو لم يكن ليحتمل سياسية الكتف البارد هذه أكثر، ثم كان هناك رومان..

«القردة الصغـ ــــ إيرا بخير..أظن؟ هي مجنونة نوعاً ما، لاشك أنك لاحظت..أو هي ذكية جداً، لا أعلم.»

  - هل تسمي ابنتي قردة صغيرة؟!

كان نيكولاي يبتسم مع ذلك. كانت إيرا -وكي لا يكون إنحيازياً جداً- أذكى أطفاله، أجمحهم خيالاً أيضاً..يتبعها كوستيا ربما.

«كما قلت..مجنونة نوعاً ما.»

كرر ڤانيا دون مواربة، يستمع للضحكة الهوائية التي أطلقها والده قبل يتحدث مجدداً، هذه المرة يسأل عن شيء مختلف.

  - ماذا عن رومان؟

«ماذا عن رومان؟»

هز نيكولاي كتفيه رغم أنه لم يكن يستطيع رؤيته.

  - هل قال أو فعل أي شيء منذ..الحادثة الأخيرة؟

صمت ڤانيا لفترة، وضم نيكولاي عضلات فمه حول تكشيرة لم يرد له أن يراها، لحسن الحظ أنه لا يفعل!

لم يرد لأي من أبناءه أن يعامل ڤانيا هكذا، كدخيل. لهذا السبب نفسه لم يتحدث عنه مرة منذ اليوم الذي ظن ديميتري أنه يفضح فيه مؤامرة كونية ضده، لأنه لم يرد أن يوثق ذلك الإنطباع الذي أسسه ديميتري لديهم جميعاً عن ڤانيا..مجرد دخيل.

«إنه جيد.»

كان ذلك كل ما قاله ڤانيا.

تنهد نيكولاي. ربما المحادثة الطويلة التي حبس نفسه مع رومان ساعة لأجلها لم تكن كافية..كانوا جميعاً في حاجة للوقت، ربما باستثناء إيرا.

  - أنا آسف.

«هل قتلتني في مخيلتك أنت أيضاً!»

قطب نيكولاي على بشاعة الفكرة رغم ابتسامته.

  - أنا آسف، لأني لم أمنحك العائلة التي تستحقها.

كان نيكولاي يعلم أن بإمكانه أن يعتذر له طوال اليوم كل يوم حتى آخر لحظة في حياته..ولن يكون ذلك كافياً.

The WOMAN from the other Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن