جالس بهدوء داخل غرفة مكتبه الأنيق يحاول إنهاء أعماله المتراكمة و هو يرتشف قهوته الساخنة بتأنٍّ و سكينة لكنه عقد حاجبيه فجأة و ترك القهوة محلها ينظر إلى الباب الذي فُتح و أطل منه الرجل الخمسيني الذي تمكن الشيب من رأسه و لحيته "عاصم الجندي" صارخًا ببهجة :
- سيلاااا !! سيلااا ياآسر ظهرت أخيرًا !!!!
رفع "آسر" أنامله عن لوحة مفاتيح الحاسوب المحمول و أردف متسائلًا :
- سيلا بنتك ياعمي؟
جلس "عاصم" في المقعد المقابل له و قد تهللت أساريره يقول مبتهجًا :
- مش مصدق صح !!!! أنا نفسي اتصدمت مكنتش مصدق لحد ما اتأكدت بنفسي و اتواصلت مع المحامي أكدلي إنها سيلا بنتي !
نظر "آسر" إليه لحظات ثم اعتدل بجلسته قائلًا بحذر :
- أنا مقدر فرحتك طبعًا ببنتك ورجوعها بس مش غريبة شوية تظهر فجأة بعد كل السنين دي ؟
تنهد العم ببعض الضيق و أردف و قد بدأ الحماس يتلاشى من نبرته :
- أنا بقولك اتأكدت بنفسي و المحامي بتاعنا كمان اتأكد يعني مفيش مجال للشك دا ! أنا كلها ساعات وهشوف بنتي و احضنها و أنت هتشككني فيها ؟ دا أنا عايش على الأمنية دي من سنين ياآسر !
لمعت عيني "عاصم " بدموع اشتياق و استقام عن مقعده مًكملًا :
- كنت متوقع منك تفرحلي !
زفر الآخر أنفاسه و وقف يواجه عمه رابتًا فوق كتفه بهدوء قائلًا :
- أنت عارف كويس إني مش عايزك تتعلق بسراب لكن طالما اتأكدت إنها هي خلاص مبروك عليك رجوعها ليك !
ابتسم "عاصم " و ربت فوق يد ابن أخيه و قال بهدوء :
- طيب حيث كدا أنا كنت عايز منك حاجة صغيرة !
رفع " آسر حاجبه الأيمن و أردف بعبث :
- آه يعني مش جاي هنا عشان تقولي وأفرح بالخبر ، ده فيه مصلحة بقاا !
ضحك العم و أجابه بصدق :
- هي مش مصلحة أوي أنا عايزك تروح تستقبل سيلا أنت عشان أنا هجهزلها الأوضة بنفسي و أحضرلها احتفال رجوعها !
ثم أكمل حين وجد الدهشة تتراقص بمُقلتي ابن اخيه :
- أنا نفسي أكون أول واحد بستقبلها بس اللي هعمله ضروري ومحدش هيعرف يعمله زيي !
رفع "آسر" كتفيه باستسلام ثم قال :
- تمام زي ماتحب هستقبلها أنا هي جاية امتى ؟
اجابه و هو يجمع متعلقاته استعدادًا للرحيل :
- بكره الصبح الساعة 10 ، مش بقولك مفيش وقت هي فاجئتني أنا نفسي ، سلاام !!
أنت تقرأ
أغلال الروح
Romanceمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!