الفصل الأول " أمل ! "

53K 1K 67
                                    

جالس بهدوء داخل غرفة مكتبه الأنيق يحاول إنهاء أعماله المتراكمة و هو يرتشف قهوته الساخنة بتأنٍّ و سكينة لكنه عقد حاجبيه فجأة و ترك القهوة محلها ينظر إلى الباب الذي فُتح و أطل منه الرجل الخمسيني الذي تمكن الشيب من رأسه و لحيته "عاصم الجندي" صارخًا ببهجة :

- سيلاااا !! سيلااا ياآسر ظهرت أخيرًا !!!!

رفع "آسر" أنامله عن لوحة مفاتيح الحاسوب المحمول و أردف متسائلًا  :

- سيلا بنتك ياعمي؟

جلس "عاصم" في المقعد المقابل له و قد تهللت أساريره يقول مبتهجًا :

- مش مصدق صح !!!! أنا نفسي اتصدمت مكنتش مصدق لحد ما اتأكدت بنفسي و اتواصلت مع المحامي أكدلي إنها سيلا بنتي !

نظر "آسر" إليه لحظات ثم اعتدل بجلسته قائلًا بحذر :

- أنا مقدر فرحتك طبعًا ببنتك ورجوعها بس مش غريبة شوية تظهر فجأة بعد كل السنين دي ؟

تنهد العم ببعض الضيق و أردف و قد بدأ الحماس يتلاشى من نبرته :

- أنا بقولك اتأكدت بنفسي و المحامي بتاعنا كمان اتأكد يعني مفيش مجال للشك دا ! أنا كلها ساعات وهشوف بنتي و احضنها و أنت هتشككني فيها ؟ دا أنا عايش على الأمنية دي من سنين ياآسر !

لمعت عيني "عاصم " بدموع اشتياق و استقام عن مقعده مًكملًا :

- كنت متوقع منك تفرحلي !

زفر الآخر أنفاسه و وقف يواجه عمه رابتًا فوق كتفه بهدوء قائلًا :

- أنت عارف كويس إني مش عايزك تتعلق بسراب لكن طالما اتأكدت إنها هي خلاص مبروك عليك رجوعها ليك !

ابتسم "عاصم " و ربت فوق يد ابن أخيه و قال بهدوء :

- طيب حيث كدا أنا كنت عايز منك حاجة صغيرة !

رفع " آسر حاجبه الأيمن و أردف بعبث :

- آه يعني مش جاي هنا عشان تقولي وأفرح بالخبر ، ده فيه مصلحة بقاا !

ضحك العم و أجابه بصدق :

- هي مش مصلحة أوي أنا عايزك تروح تستقبل سيلا أنت عشان أنا هجهزلها الأوضة بنفسي و أحضرلها احتفال رجوعها !

ثم أكمل حين وجد الدهشة تتراقص بمُقلتي ابن اخيه :

- أنا نفسي أكون أول واحد بستقبلها بس اللي هعمله ضروري ومحدش هيعرف يعمله زيي !

رفع "آسر" كتفيه باستسلام ثم قال :

- تمام زي ماتحب هستقبلها أنا هي جاية امتى ؟

اجابه و هو يجمع متعلقاته استعدادًا للرحيل :

- بكره الصبح الساعة 10 ، مش بقولك مفيش وقت هي فاجئتني أنا نفسي ، سلاام !!

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن