الفصل التاسع والعشرون " موج ! "

10K 673 60
                                    


ومن منا لم يقف شادرًا أمام تلاطم الأمواج و تراقصها على أنغام ذكريات عشوائية تراكمت داخلنا و تركت ندبات و الآن تُصدر صوت صفعات خفيفة أشبه بصوت صفعات الحياة لنا كأنها تتعمد الهمس لنا أن نيراننا لن تخمد أبدًا !!!

#أغلال_الروح
#شيماء_الجندي

جلست أمام فوق المنضدة تراقب المياه وتنتظر "عاصم" الذي اتفق معها على هذا الموعد الباكر وهذا المكان تحديدًا و شردت دون قصد بأحداث الليلة الماضية و بعد مغادرة "رأفت" و "أمجد" و"نريمان" ليتحرك باقي الوفد إلى منزلهم الجديد كما وعدها هذا الرجل الرائع الذي منحها إياه القدر بصدفة غريبة من نوعها و لن تتكرر !!!

Flash back ...

أعربت "نيرة" عن بهجتها بفعلة زوج شقيقتها حيث خصص لها طابق منفصل من المنزل الجديد حتى يتمكن الجميع من الحصول على خصوصية كافية أما "سديم" كانت تستمع إليها و هي تعد وجبة العشاء لهم مصدقة داخلها على كل كلمة تتفوه بها شقيقتها الصغيرة التي كانت تعاونها وهي تردف ببسمة صغيرة :

- أنا مبسوطة أوي ياسديم حقيقي كنت بحس بإحراج ليكم وأنا قاعدة معاكم هناك و في نفس الوقت كنت خايفة تبعدي عني واقعد لوحدي متوقعتش أبدًا إن آسر يفكر كدا !!!

منحتها بسمة صغيرة شاردة بالأحداث الدائرة حولها و لكنها لن تنكر اعجابها بتفكيره المثالي و إظهار رعاية خفية تجاه عائلتها الصغيرة علقت بلطف و هي تتجه إلى الخارج لتضع الأطباق :

- محدش يقدر يبعدني عنك ، أنا لا يمكن أسيبك ياحبيبتي !

وضعت "نيرة" ما بيدها فوق مائدة الطعام ثم احتضنت شقيقتها من الجانب بقوة و أردفت بمحبة خالصة :

- أنا بحبك أوي ياسديم وبجد تستاهلي حب الدنيا كلها مش آسر بس !

ربتت فوق ذراعها و وضعت قبلة صغيرة فوق خدها هامسة لها بتعقل :

- وأنا بعشقك ياقلب سديم ! بصي يا نيرة بمناسبة الموضوع دا أنا كنت عايزة اقولك إحنا استقرينا خلاص ملكيش أي دعوة بأي حد من عيلة آسر ولا تركزي معاهم اهتمي أنتِ بحاجة واحدة دراستك وبس ، كفاية حبيبتي الوقت اللي ضاع عليكِ لحد كدا !

هزت رأسها بالموافقة و عضت على شفتها السفلية بتوتر طفيف ثم أردفت بحرج :

- سديم أنا كنت محتاجة حد يظبط معايا الـ Math "مادة الرياضيات" بس مكنتش حابة اشغلك والامتحانات قربت خلاص!

قاطع حديثهم دخول "عاصم" يقول بلطف موزعًا نظراته بين الشقيقتين:

- معقول محتاجة مساعدة في الـ Math و سليم موجود ؟ سوري يابنات إني سمعتكم وأنا داخل و اتحشرت في نقاشكم بس قولت أساعد واضح أنكم متعرفوش شطارة سليم بقا !!!

ابتسمت له "نيرة" و رفعت خصلاتها خلف أذنها بخجل ثم نظرت إلى شقيقتها المتابعة لهما بصمت و عادت بنظراتها إلى هذا الرجل الوقور الذي تسبب بخلاص شقيقتها من ظلم "رأفت" المجحف لتهمس برقة بالغة بعد لحظات تفكير :

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن