الجُزء الثاني : الفصل الرابع والأربعون "غامض!"

8.6K 480 71
                                    


داخل سيارة "آسر" التي تسير بسرعة قصوى على الطريق و كأنها تتراقص مع السيارات الأخرى من حولها ، كاد "عاصم" أن يصاب بنوبة قلبية من فرط رعبه من قيادة ابن أخيه المتهور الذي أوشك على إنهاء حياتهم بحادث لذلك خرج عن صمته و أردف بقلق بالغ:

- يابني بالراحة بالمنظر دا مش هنلحق نوصل ليهم !

لم يحصل على رد حيث كان "آسر" بعالمه الخاص يراقب الطريق بأعين دامعة و يقبض على إطار السيارة بقوة شديدة وقد بدأت يديه ترتعش فهو إلى الآن يعجز عن تصديق المكالمة الهاتفية التي حصل عليها للتو من السائق الخاص به "حسن" الذي أكد أنه رأى الفتيات بمحض المصادفة وهو بالقرب من المشفى !!!

صمت "عاصم" بعد أن وجد القلق والتوتر قد استحوذا على ابن أخيه ولكن لفت انتباهه ارتفاع رنين هاتف "آسر" معلًنا عن إتصال هاتفي من "حسن" السائق الخاص بهم و الذي أردف فور أن وضع "آسر" المكالمة على وضع تكبير الصوت :

- أنا دخلت جوا سألت الاستقبال وقالوا مفيش حد بالاسم دا دخل عندهم وأنا متأكد إني شوفتهم !

عقد "آسر" حاجبيه و أردف بغضب و هو يتابع الطريق مرآة السائق:

- خليك زي ماأنت عندك ولو حصل جديد بلغني أنا خلاص قربت عليك !

وأغلق الهاتف فور أن حصل على موافقة الطرف الآخر ليصيح بغضب شديد :

- أنا أعصابي مبقتش مستحملة ياسديم كفاية عند فيا بقااا !!!

تنهد "عاصم" و أردف بلطف محاولًا تشتيت غضبه :

- لما أنت تبقى هادي و تتعامل معاها زي الأول أنا أضمنلك إنها متعندش فيك ، متبقاش هتتجنن عليها يابني وأول ما تقرب منها خطوة تبعدها مليون خطوة من طريقتك !

زفر "آسر" وأجابه بصوت محتقن بالغضب الممزوج بالاشتياق :

- مش شايف يا عمي بتحاول تبعد بكل الطرق إزاي ، دا ..آآ

قاطعه ارتفاع رنين هاتفه لكن تلك المرة باسم "سليم" !!! ابن عمه الذي قاطعه منذ غياب الفتيات و اعتبره السبب الرئيسي في هجر حبيبته له بعد أفعاله الشنعاء بحق شقيقتها !!! رفع حاجبه الأيسر بدهشة و أجابه قائلًا بصدمة :

- افتكرت إن ليك ابن عم ياسليم ؟!

تجاهل "سليم" حديثه و أردف باقتضاب ملحوظ : كلام عمي عاصم دا صح ؟

صمت "آسر" لحظة و اختطف  نظرة سريعة نحو عمه الذي تظاهر بالانشغال بهاتفه ليتنهد و يسأله مباشرةً :

- قالك إيه عمك عاصم ؟

أجابه "سليم" على الفور و قد ظهر صوت حركة السيارات من حوله :

- قالي البنات ظهروا ، و إنك عارف عنوانهم و قفل فونه من وقتها !

ثم تبدلت نبرته من الهدوء إلى السخرية فجأة وهو يواصل :

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن