حالة من الهدوء والسلام الخارجي سيطرت عليه بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة صار شديد الاهتمام بنجاح أعماله و بدأ بتصميم منزل جديد خاص بعائلته بعد أن استشار عائلته وتأكد من رغبتهم بترك هذا المنزل المليئ بالذكريات المؤلمة للجميع !
تنهد "يوسف" و طرق عدة طرقات فوق باب غرفة المكتب الخاصة بأخيه ثم دلف إلى الداخل بعد أن حصل على إذن منه بالدخول وفور دخوله اختطف نظرات سريعة فوق الأثاث الجديد ثم ارتكزت عينيه على شقيقه الجالس أمام جهاز الحاسوب المحمول مُرتديًا نظاراته مُنهمكًا في عمله بهدوء شديد ليُقاطع "يوسف" تركيزه و يتجه إلى المكتب يجلس أمامه مباشرةً قائلًا بدهشة:
- أنت من امبارح هنا مروحتش البيت ؟!
لم تتزحزح عيني "آسر" عن حاسوبه بل أجابه برَصَانَة شديدة :
- لاء !
وواصل مايفعله ليردف "يوسف" بقلق : آسر أنت كويس ؟
عقد الآخر حاجبيه بدهشة ثم رفع عينيه عن حاسوبه يحدق بشقيقه لحظات قبل أن يقول بلامبالاة:
- آه أنا تمام !
حدق "يوسف" بعيني شقيقه الراكدتين و رغم رغبته العارمة بالاطمئنان عليه ونقاشه في حالته الجديدة إلا أنه آثر الصمت وتنهد قائلًا بدعابة :
- طيب و بعد السهر دا كله خلصت الديزاين ولا لسه ؟
هز "آسر" رأسه بالإيجاب و أجابه بهدوء مناولًا إياه الحاسوب :
- آه باقي حاجات بسيطة بس ، شوف محتاج إيه تاني وقولي !
و استقام واقفًا متحركًا تجاه المرحاض الخاص بالغرفة ليحدق "يوسف" بأثره بدهشة ثم يعاود النظر إلى التصميم الخارجي و بدأ يتنقل بين التصميمات الداخلية الخاصة بالمنزل المكون من عدة طوابق تميز كل طابق باتساع المساحة إلى أن وصل إلى محراب شقيقه_الطابق الخاص بآسر_ الذي تميز بالألوان الفاتحة الزاهية !!!!
كما لاحظ تواجد غرفة لـ "وتين" وقد نقش والدها أحرف اسمها في سقف الغرفة بألوان هادئة كما وزع أحرف اسمها بشكل منمق جذاب فوق الحائط ليعقد حاجبيه مندهشًا من التحضير العجيب لمنزل شقيقه الشبه منفصل عن عائلته فكيف له بتجهيز طابق خاص بهم ؟!
خرج "آسر" مرتديًا بنطال قماشي من اللون الرمادي و قميص من اللون الأزرق الفاتح بعد أن بدل ملابسه و صفف خصلاته و أعاد هندامه ليعقد "يوسف" حاجبيه و يسأله بدهشة وهو يحدق بالساعة الخاصة به :
- أنت مش هتروح تنام شوية ؟ الساعة داخلة على ١٠ الصبح !
زفر "آسر" أنفاسه بإجهاد واضح ثم بدأ يجمع متعلقاته الشخصية و أغلق الحاسوب واضعًا إياه بحقيبته وهو يُجيبه بهدوء :
أنت تقرأ
أغلال الروح
Storie d'amoreمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!