وقفت داخل غرفة الكشف بجانبه تتجنب النظر إليه و هو عاري الصدر و عقلها يرسم الأحداث مرة أخرى أمام عينيها ، حادث سيارة جديد ، و هي أيضًا المتسببة به ، أصبحت ابتلاء لجميع من يقترب منها أولًا والدها يليه والدتها التي كانت تحاول الوصول إليها و الآن هذا الرجل إن لم تحاول الفرار من السيارة لن تحدث تلك الكوارث و لم يتعرض إلى الحادث الذي أدى إلى خلع كتفه ناهيك عن السائق الذي يجلس بالغرفة المجاورة لهما و كان موجود داخل الشاحنة لكنها لم تتمكن من رؤية جسده النحيل من فرط فزعها !
استمعت إليه يهمس لها بهدوء قائلًا :
- سديم !
نظرت أرضًا و قالت بهدوء :
- محتاج حاجة ؟
ثم أكملت
- عارفة إني أنا السبب في اللي حصلك المرة دي كمان وفر أي كلام دلوقت .
استغل المسافة الصغيرة بينهما و أمسك يدها بيده السليمة يقول بامتنان : شكرًا !
رفعت حاجبها الأيسر ونظرت إليه بدهشة ثم إلى يده التي أمسكت يدها و ضغط بخفة عليها مانعًا إياها من إفلاتها !
كادت تتحدث ساخطة و لكن دلف كلًا من "يوسف" و "سليم" يهرولان تجاههما و قد أفلتت يدها بتوتر و لكن قد لاحظها "يوسف" بطرف عينه وهو يقول بأعين متسعة :
- ايه اللي حصلك ياآسر !! الدكتور برا قال كتفك اتخلع !!
دلف باقي أفراد العائلة و أسرع "رأفت" إلى ابنه يستكشفه بهلع بينما اتجه "عاصم" إلى ابنته ينظر إليها بتوتر قائلًا :
- إيه اللي حصلكم ؟!!
ربتت "سديم" فوق كتفه وقالت بهدوء :
- آسر كتفه اتخلع من خبطة العربية و جينا على هنا اسعفـوه و ردوا الكتف.
تحدث أخيرًا وقال :
- أنا تمام متكبروش الموضوع أنا مش عارف قولتي ليه ياسديم ما أنا كنت هروح معاكِ أنتِ و رائف !
نظرت إليه بغضب حين شعرت أنه لازال يُسيئ الظن بها ثم أردفت بدهشة:
- ومين قال إني أنا اللي قولت أصلًا !
أجابها رافعًا حاجبه الأيسر :
- يمكن عشان مفيش غير حضرتك معاياا !!!
صاح "رائف" بتوتر :
- أنا اللي قولت بصراحة !
كاد "آسر" يتحدث لكنها ردت ساخرة :
- ماهو لو تعبت نفسك و سألت قبل ماتتكلم مش هيحصل أي مشكلة لكن إزاي سديم سبب كل المصايب في نظرك !!
استمع الجميع إلى ضحكة "أميرة" الساخرة و قالت حين تحولت النظرات حولها :
- إيه ماهو لو بيفكر كدا يبقا عنده حق ، من مرة واحدة ركوب عربية دخل المستشفى و أمجد من يومين دخل على إيدها برضه واضح إن وشك حلو زي ماقولتي الصبح !
أنت تقرأ
أغلال الروح
Romanceمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!