((( الجُزء الثاني من رواية أغلال الروح )))"إنما للصبر حدود ، وقد تخطى صبرها على موجة غضبه جميع الحدود والتصورات ، لن تتخذ من الألم رفيقًا لها بعد الآن " .
هكذا صرخ عقلها وهي تستمع إلى همساته مع الطبيب بعد أن أفاقت و تأكدت من سلامتها هي وطفلها وبدأت شقيقتها "نيرة" تعاونها بالاعتدال و تبديل ملابسها التي اختطفتها سريعًا من غرفتها قبل ذهابهم إلى المشفى بينما "سديم" أرهفت السمع باهتمام إلى نقاشه مع الطبيب الذي أكد أن حالتها ليست على مايرام و إن استمرت هكذا سوف تقضي على جنينها بالمرة المقبلة !!!!
أصابتها رعشة خفيفة من كلماته عن فقدانها الجنين و بدأت تنظر حولها بتقييم سريع نحو الأبواب و عدد الأشخاص داخل الغرفة بحثًا عن فرصة تفر بها من براثن إتهام باطل هددها به قبل أن تفقد وعيها وإن واصلت على هذا المنوال قد تفقد الأهم والأغلى ؛ جنينها مثلًا !!!!
أفاقت على همس "نيرة" بقلق تسألها عن حالتها حين طال صمتها :
-سديم أنتِ تمام ؟
رفعت عينيها عن الستار العريض الفاصل بينهما وبللت شفتيها تهز رأسها بالإيجاب و هي تنظر إلى فتاة التمريض التي دلفت لتوها من باب مجاور لها ومن الواضح أنه يطل على ممر آخر غير الممر الذي يطل عليه الباب الرئيسي للغرفة و المتواجد خلف الستار في النصف الآخر من الغرفة والذي تصدر منه الأصوات ، إذًا الغرفة تحتوي على مخرج آخر بعيد عن أنظار الطبيب و زوجها والآن عليها أن تصرف فتاة التمريض حتى يتثنى لها الهرب مع شقيقتها من براثنه !!!
أمسكت يد شقيقتها و جذبتها ناحيتها تهمس لها بصوت خفيض لتحرك الأخرى رأسها بالإيجاب عاقدة حاجبيها ثم وضعت يدها بجيب بنطالها وأخرجت ما به تضعه داخل قبضتها لتُعيد "سديم" النظر به بصمت ثم تحدق بالفتاة التي وقفت تراقبهم بفضول واضح !
- ممكن تقربي ؟!
هكذا هتفت "سديم" بخفوت وهي تُشير بيدها إلى الفتاة لتقترب وتميل بجزعها العلوي عليها ظنًا منها أنها تخجل من أمر ما لكن تلاشت ظنونها حين واصلت همسها أردفت وهي تضع ورقة نقدية داخل قبضة الفتاة :
- أنا معايا أخويا في الاستقبال تحت ومش عارفين نتواصل معاه ممكن تروحي تنادي عليه هتلاقيه قاعد مستني في بداية الممر بس بسرعة ؟!
نظرت الفتاة إلى النقود ثم لها و هزت رأسها بتمنع طفيف وهي تردف بمجاملة : منغير آآ..
زجرتها "سديم" بنظراتها وقاطعتها بحزم وهي تنظر تجاه الستار :
- شششش وطي صوتك ، وروحي يلا !
ولكنها أمسكت يدها مرة أخرى و سألتها بخفوت : هو فيه حد من الناس اللي جت معانا قريب من الباب دا عشان يوصلني للعربية ولا كلهم في الممر التاني ؟
أنت تقرأ
أغلال الروح
Romanceمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!