دارت "سديم" داخل تلك الغرفة الهادئة بذلك المنزل الأنيق ، تراقب الأثاث و التحف الصغيرة بفتور واضح ثم أطلقت أنفاسها بإرهاق و توجهت إلى الزجاج الذي يطل على الحديقة و شردت بماضيها حيث اجتماعها بعائلتها في الماضي منذ عشرة أعوام !
دمعت عيناها حين مر على عقلها الآن والدها و وصاياه و أحاديثه الشيقة ، ذكرى جميلة أعاد شعورها بها اليوم "عاصم" دون قصد ، لكنها دنست طهارتها و قُضي الأمر !
Flash back ...
جلست "سديم" في منزل خالها بجانب والدتها "نبيلة" تستمع إليه يقول مبتسمًا :
- ماشاء الله يا نبيلة ! بنتك كبرت و احلوت أوي !
ابتسمت نبيلة بتكلف و قالت :
- آه سديم ماشاء الله عليها و شاطرة و ذكية يعني مش هتغلبك !
هز رأسه بالإيجاب و قال بلطف :
- قاعدة مكسوفة كدا ليه ياسديم دا أنتِ في بيت خالك ياحبيبتي ! تعالى جنبي هنا !
تسمرت بمحلها لحظات قبل أن تستقيم واقفة بابتسامة صغيرة زينت ثغرها بعد إشارة من عيني والدتها ، توجهت "سديم" إليه و جاورته بمجلسه ليُحيط "سامح" كتفيها بذراعه قائلًا :
- أنا زي بابا ياسديم اوعي تتكسفي تطلبي مني أي حاجه في يوم من الأيام ، أنا ربنا مرزقنيش بعيال آه ، بس أنتِ مولودة على ايدي و زي بنتي ، الله يسامح اللي فرقنا بقاا !
ألقى نظرة عتاب تجاه والدتها "نبيلة" التي علقت بحزن قائلة :
- أهو ربنا جمعنا تاني ياسامح ، و إحنا اللي محتاجينك اهو !
عقد حاجبيه و أردف بخشونة :
- محتاجة دا إيه يانبيلة ! دا أنتِ وبنتك فوق راسي و حتى جوزك اللي مش بيطيقني عنيا ليه وقت الزنقة !
اغضبها حديثه عن والدها و ازداد غضبها حين صمتت والدتها و رسمت تلك البسمة المنكسرة فوق شفتيها ، تعرف تلك البسمة عن ظهر قلب ، منذ حادثه والدها و فقدانه البصر و الحركة و جلوسه فوق مقعد متحرك و لم تفارق تلك البسمة محياهما وكأن كل واحدة منها تخادع الأخرى بصمود واهي !
لاحظ "سامح" شرود "سديم" و نظراتها الغاضبة اللوامة الموجهة ناحية أمها و كأنها تعاتبها بصمت على أقوال الرجل المجاور لها و الذي عرفت أنه خالها منذ ساعات قليلة و من الواضح أن والدها على خلاف معه !
كسر "سامح " الصمت و قال بضحكة خفيفة :
- انتوا بقا هتتغدوا الأول و بعد كدا نتفاهم !
صاحت فجأة "نبيلة" بتوتر :
- لا لااا غدا إيه احنا مش عايزين نأخر على أسامة و نيرة أنت عارف ظروفه دلوقت و نيرة صغيرة مش هتعرف تقعد معاه أكتر من كدا !
أنت تقرأ
أغلال الروح
Storie d'amoreمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!